رواية صاحبة المولد – محمد الحموي
عندما كانت طفلة أخبرتها صديقتها أنها رأت فيلما مرعبا عن فتاة أطالت النظر في المرآة حتى صارت المرآة معبرا نحو عالم مقابل تختلف فيه الأشياء عن العالم الحقيقي، حيث تصبح كل الأشياء معكوسة، حتى القيم والأفكار والمعتقدات.
بقيت الفكرة تشغل عقلها. صارت تحاول تركيب شخصيتها من جديد بناء على التعاكس.
حاولت أن تعكس كل شيء في عالمها، فتوصلت إلى نتائج عجيبة وصارت الأمور بالنسبة إليها لا نهائية.
أي قانون من الممكن عكسه وتخيل نتيجته، أي قاعدة من الممكن عكسها والتفكر بمعطياتها الجديدة، أي موضوع فُرِضَت حوله الهالات المرعبة منعا لمناقشته من الممكن تحويله ليصبح أمرا بسيطا عفويا مسموحا تداوله والخوض فيه وبكافة الطرق والوسائل.
منذ ذلك الوقت صارت المرآة صديقتها، وبقيت على انتظارها لفتح المعبر نحو العالم الآخر. العالم الذي سيعكس الحقائق فتبدو تلك الحقائق الثابتة مجرد افتراضات من الممكن تبديلها والتلاعب بمفرداتها.
تجلس الآن .. تفكر فيما لو فتح المعبر ماذا كانت لتفعل كي تعكس قدرها؟
تذكر أنك حملت هذا الكتاب من موقع قهوة 8 غرب