رواية صلاة البحر – خالد حسيني
“إنها الصورة المفزعة التي منها استوحى الكاتب الأفغاني المهاجر خالد حسيني عمله الأخير “صلاة البحر للطفل السوري إيلان كردي.
يقول حسيني: “إن ما فكرت فيه، عندما رأيت الصورة، هو كل عمل غير مرئي يدخل في تربية الطفل”. مخاوفنا
وقلقنا الدائم حياله، حرصنا البالغ على توفير متطلباته عبر مراحل نموه، التأكد من تغذيته بشكل صحيح، جرعات تطعيمه، ملابسه، نومه، تزويده بكل ما يحتاجه من فيتامينات، قلقنا الدائم حيال رفاهيته. وبعد أن نفعل كل هذا نرى الشخص الذي أغدقنا عليه كل هذا الحب وكل تلك المشاعر، جسدًا مقلوبًا على وجهه على شاطئ …”.
هكذا يعود حسيني بتلك اللحظة الأخيرة التي التقطتها الكاميرا لجثة الطفل المنتفخة بالمياه إلى الوراء، في قصته “صلاة البحر”، مضيفًا أبعادًا إنسانية للمأساة من خلال طفولة الأب صاحب الرسالة الموجهة لطفله، إذ كان يتمدد آنذاك مع أعمامه، هانئا فوق سطح منزل جده في مزرعته الواقعة خارج مدينة حمص، يستيقظ على حفيف أشجار الزيتون وثغاء معزة جدته ممزوج بقرقعة أواني طهوها، وإذ تختفي الطائفية بوجهها البغيض فيتجاور المسجد والكنيسة، وحيث يوجد السوق الزاخر بالمصوغات الذهبية وثياب العرس، قبل أن يأتي الاحتجاج والحصار وتمطر السماء بالقذائف والجوع والجنائز وتتحول سورية الضاجة بالحياة إلى أفغانستان أخرى”.
تذكر أنك حملت هذا الكتاب من موقع قهوة 8 غرب