رواية صندوق العجائب – أحمد الصفريوي
حدثني والدي عن الجنة، لكن لندخلها علينا أن نموت أولاً. كما أضاف أن قتل النفس من الكبائر المُحرمة، وأن من يقتل نفسه لا يدخل مملكة الجنان. لذا لم يتبق لي إلا الانتظار، انتظار أن أصبح رجلاً، ثم أموت لأبعث قرب نهر السلسبيل. الانتظار! الانتظار هو الوجود. لم تخفني فكرة الموت لحظتها. كنت أصحو من النوم وأفعل ما يُطلب مني أن أقعل. وفي المساء تغرب الشمس فأعود للنوم بانتظار الصباح لأفعل الشئ نفسه. كنت أعلم أن يوماً قد انضاف لآخر، أن توالي الأيام يفضي لتراكم الشهور، والفصول، والأعوام. عمري ست سنوات، ثم سأبلغ السابعة والثامنة والتاسعة، ثم العاشرة. وفي العاشرة يُصبح المرء رجلاً. في سن العاشرة سيُمكنني التجوال وحيداً في كُل الحارة، سأتجاذب أطراف الحديث مع الباعة، سأتعلم الكتابة، كتابة اسمي على الأقل، سأتمكن من زيارة إحدى العرافات لقراءة طالعي، سأتعلم كلمات سحرية وأصنع طلاسم.
تذكر أنك حملت هذا الكتاب من موقع قهوة 8 غرب