رواية صوت الغراب – عادل عصمت
في روايته الجديدة «صوت الغراب» يواصل الروائي «عادل عصمت» مشروعه السردي الذي بدأه منذ سنوات بروايات مثل «حياة مستقرة» و«حكايات يوسف تادرس» وغيرها، في رسم عوالم شخصياته الباحثة عن الحياة والتحرر والتحقق، والتي تسعى بكل ما أوتيت من معرفة إلى الخلاص من قيود الحياة ومشاكلها الراهنة، فإذا كان بطل «حياة مستقرة» يسعى للم شتات أسرته وعائلته وفوضى حياته «بالحكاية» ومن خلال الإخلاص «للحكي» في حد ذاته كطقسٍ وطريقة في فهم ما يدور حوله، وكان سعي «يوسف تادرس» لأن يجد خلاصه بعد كل ما مر به من أزماتٍ في حياته «بالفن»، فإننا في «صوت الغراب» إزاء بطلٍ آخر ومعاناةٍ إنسانية مختلفة يسعى بطلها للخلاص من خلال فكرة الطيران!
من الرواية
(سنوات طويلة من معاصرتي لطريقتهم في التفكير تجعلني على يقينٍ من أنهم لن يتمكنوا من حل المشكلة، ولن يعرفوا ما في قلبي، لن يعرف أحدٌ تلك الفكرة التي تشكلت عبر زمنٍ طويل حتى وصلت إلى ذروتها في تلك الظهيرة، لم يكن الأمر كما ظنوا، لم يكن أوان الطيران قد جاء، ربما كانت فكرة الطيران تفكّر في جسدي ربما اقتربت من يقظتها وحاولت أن تتجسد، لقد حدث هذا في غفلة مني، كنت أفكّر في الثقل، وكيف أنه عائق أمام الطيران، وأتابع الحركة غير المنتظمة للحشرات، وأفكر أنها كلما خفت أصبحت قادرة على الطيران لكنها محكومة بخفتها… سوف أكبر رغمًا عنهم حتى لو حبسوني كما فعلوا الآن، لن يمنعني أحد من أن أقف على سياج الشرفة وأطير.. وسوف يجيء اليوم الذي أحرك فيه أجنحتي الثقيلة السوداء وأحلق)
تذكر أنك حملت هذا الكتاب من موقع قهوة 8 غرب