رواية صورة وأيقونة وعهد قديم – سحر خليفة
هذه رواية عن مآل القدس، المدينة المقدسة التي لا “يفرط” بها العرب، والمدينة الجليلة التي لا “يتنازل” عنها المسلمون، والتي، رغم “النوايا الكبيرة المجلجلة،” تتهود يوما وراء يوم ويقضمها المتعنت الصهيوني قليلا قليلا، كما لو كانت تنزف “عروبتها” و “إسلاميتها” وتسير إلى التهود والأسرلة، رغم قتال فلسطيني مجيد، وحيد وشريف ومخذول، كانت تغرقه “أدعية مباركة” إلى أن جاء زمن “الإرهاب الدولي،” بعد الحادي عشر من سبتمبر الشهير، وفرض الاقتصاد في الدعاء وتقنين الكلمات.
هذه رواية عن القدس العربية التي تقترب من الأفول. حكاية في رواية ورواية في حكايات وتأملات ورموز وذكريات غاربة، تقول ما رأت وترى ما لا تريد قوله كاملا، تاركة للقارئ أن يردم الثغرات ويكمل السطور الناقصة. ولعل هذا القول الذي يأتي واضحا وملتبسا وناقص الوضوح في آن، هو الذي جعل الرواية تستولد المعنى الذي تريد، من طبقات متعددة، تبدأ بعشق موؤود وتنتهي إلى مدينة مقدسة ضائعة.
تبدأ الرواية، في مستواها الأول، بعشق “مستحيل” بين ذكر وأنثى ينتميان إلى دينين مختلفين. ومع أن العشق حق إنساني، فإن في بؤس العاشق، في رخاوته، وهشاشته، ما يحوّل العشق إلى خطيئة، كما لو كان على الجميل البهي أن يسقط في مأساته المنتظرة. غير أن تأمل نص سحر خليفة، في لغته الواضحة والمضمرة، وفي رموزه وإشاراته، ما يعمق المعنى السابق ويزيده كثافة. تنزاح الحكاية عن معناها اليومي المألوف، الذي يحدّث عن تخلف الوعي وسلطة العادة والقهر الصهيوني، وتستدعي معنى آخر، أكثر اتساعا والتباسا، قوامه “إبراهيم،” الاسم الذي يحيل على الأنبياء، و”مريم،” الاسم الذي يُردّ إلى سيدة مقدسة حملت من غير جماع وأنجبت نبياً.
تذكر أنك حملت هذا الكتاب من موقع قهوة 8 غرب