قريبا
رواية صور معلقة على السور – محمد صفوت
تأمَّلتُ صور الراحلين المُعلَّقة على الجدران. صورٌ عامرةُ بالموت حدَّ أنَّني كنتُ أحاول أن أتذكر إن كانتْ هذه اللقطات هي اللقطات الأولى لهؤلاء الراحلين بعد الموت مُباشرة؟ أسماء بعضهم ما زالتْ عالقة بذاكرتي.
الخواجة مانشيني تتدلَّى من جيب سترته سلسلة ذهبية تمسك ساعته الشهيرة. النحَّات الإيطالي بشعره الهائج. مدام إيما زوجة مانشيني تطفو ابتسامتها العذبة على وجهها. جَدَّي الباشا شامل والبك والدي. صورة واحدة تجمع الجنرال ميمي مع الست زيزي بملابس الإحرام..
استدعى ذلك في ذهني أسئلة أخرى غامضة. هل يمكن أن تموتَ صورة داخل إفريزها المُذهَّب قبل صاحبها، أم تكون أعمار صورنا أطول من أعمارنا؟ وضعتُ رأسي على الوسادة. انتابني إحساس بالفزع.. كيف يمكن لتمثال هو نسخة كاملة من صاحبه أن يموت أولًا؟”.
تذكر أنك حملت هذا الكتاب من موقع قهوة 8 غرب