رواية ضجيج الأسى – بشرى أبو قاسم
ذاك الصباح،قطّعوا أوصالي، قطّعوا تلك الأيادي التي حاكت فصولاً لتنسج عمراً تزركشه الأفراح، وتلطّخه الدموع، ضربوا فؤوسهم في خصري الذي تألَّق بالسنين، وتمايل على أذرع المحبين. كم غفوتُ على قصصا لجدل حفيدٍ رواها من بعدُ للبنين. كم تسام رتُب أهازيج نسوةٍ راقصات. قصصٌ وقصصٌ صرعها فأسُ جاهلٍ وجشعٍ حقير.
والعقوبة نيرانٌ من حول يتأتي على ما تبقى من آهاتي، لتغدو كل كنوزي حفنةً من رماد أنفخها في عيون الأحزان، ويبدِّد المدى صوتي أنا… أنا شجرة الجوز التي قالت في حبكم أقوالاً أياماً دامت ولياليَ، هجران كم صار آلاماً، وحياتك مقربي محال، فالبركان ثار، والحمم شتات،والموت الزؤام يزأر شرقاً ويعوي غرباً، خوت الديار على عروشها، والذكريات صارت رماداً والحقد أينع نيراناً، والرده والدمار..
هذه أنا… كنتُ أنا… شجرة الجوز… هل تنفع الذكرى؟
تذكر أنك حملت هذا الكتاب من موقع قهوة 8 غرب