رواية عازفة البيانو – ألفريده يلنيك
رواية “عازفة البيانو” هي أول ما ينقل من أعمال الكاتبة النمساوية إلفريده يلينك إلى اللغة العربية. وأن كانت الرواية لم تحظ بالشهرة على المستوى العالمي إلا بعد أن أخرجها للسينما عام 2001 ميشائيل هانيكه في فيلم مثلت فيه عازفة البيانو الممثلة الفرنسية القديرة إيزابيل أوبير.
لكن الفيلم يلتقط جانبا واحدا من الرواية ويهمل ما عداه، سلط الفيلم الضوء على انحراف العازفة جنسيا وفشلها في إقامة علاقة حب سوية مع أحد تلاميذها، لكنه أهمل العلاقة المرضية بين الإبنة والأم المسيطرة الاستحواذية. وفي الرواية أشياء عديدة تتلاقى مع سيرة يلينك الذاتية، لكن الرواية ليست بالطبع سيرة ذاتية.
في “عازفة البيانو” تتجلى كافة سمات أدب يلينك: الأسلوب الساخر الموسيقي المفعم بالصور (من لا يلتفت إلى السخرية في هذه الرواية لن يفهمها) المتلاعب بأكليشيهات اللغة والفاضح لخوائها.
أما الموضوع فهو من موضوعاتها الملحاحة: التربية التفليدية القامعة للمرأة، وقمع المرأة – الفنانة التي تحيا للفن وحده – لجسدها وعواطفها، وابتذال الحب وتحويله إلى تجارة مربحة أو إلى قيمة استهلاكية.
ولعل أدب المنطقة الألمانية لم يعرف كاتبا أثار الجدل وتضاربت بشأنه الآراء مثل إلفريده يلينك، ليس هناك كاتب ألماني اللغة انهال عليه النقاد في العقدين الأخيرين طعنا وتجريحا مثل يلينك.
وليس هناك أديب كرم بهذا العدد الضخم من الجوائز مثلها أيضا! أكثر من عشرين جائزة حصلت عليها يلينك، توجت بأهم جائزة أدبية في العالم، وقبلها بأربعة أعوام نالت يلينك أرفع الأوسمة الأدبية في المنطقة الألمانية وهي جائزة جورج بوشنر، كما حصلت على العديد من الجوائز تكريما لأعمالها المسرحية.
تذكر أنك حملت هذا الكتاب من موقع قهوة 8 غرب