رواية عذارى وتوابيت – ناصر عراق
يا خبر أبيض. في سويعاتٍ قليلة، نفّذَ قرارَه العجيب الغريب المفاجئ. أقدمَ على تغذية حسابي البنكي بنصف مليون جنيه في لحظة… هكذا تقول الرسالةُ التي وصلتني الآن عبر الموبايل واضحة حاسمة جليّة. ماذا أفعل؟ إن كياني يتزلزل بشدة، والدم يتدفق في وجنتي فيشعلهما بالاحمرار الخجول. نعم… رسالة البنك الأهلي المصري محددة قاطعة، فلا عبث مع البنوك والأموال. ألقيتُ عليها نظرةً أخرى لأتأكد. أجل… هناك نصف مليون جنيه دخلَ حسابي الآن. عليكِ بالتماسُكِ والثبات النفسي يا نبيلة، وإلا انتبهي لتوترِكِ الشديد، العاملون معكِ هنا في العيادة خاصةً نهال. سأتصل به فورًا وأخبره أنني لن أستطيع قبول هذه الأموال.. ولكنه يملكُ مهارةً فائقةً في إقناعي، وسيرفض بشدة، وسأرضخُ كما رضختُ لمنطِقِه المتوازن غيرَ مرة. وتلاطمت في جُمجتي الأسئلةُ المحيرة: هل يوجد رجلٌ يهب امرأة كل هذه الأموال ولم يوقد لها شموع العُرسِ بعدْ؟ ولا حتى التمعَتْ أصابعي وساعدي وعنقي بذهب الخطوبة؟ هل أخبر أهلي؟ لا لا.. هذا أمرٌ لا يمكن تخيل حدوثه، إذ سيفجر بركانًا مجنونًا في البيت كلِّه… وكفى ما مر بنا من براكين!

تذكر أنك حملت هذا الكتاب من موقع قهوة 8 غرب



