رواية عروس القمر (حكاية الحلم الأفريقي) – محمد طرزي
ما إن شاع خبر الانقلاب حتى غمر القلقُ الجزيرة. إذ استشفّ الرعايا العرب في انقلاب الرجل الملغاشيّ خطرًا على وجودهم الموغل في القدم فيما غرق العبيد في رؤى غامضة بعدما تكهّنوا أنّ المملكة البريطانيّة هي التي تقف خلف الانقلاب وتدعمه بغية إلزام الجزيرة بالتوقيع على معاهدة إلغاء الرقّ.
فأيُّ مستقبل قاتم ينتظرهم وأبناءهم إن تخلّى الأسيادُ عنهم؟! مَنْ سوف يؤويهم؟ ومَن سوف يوفّر لهم الملبس والطعام؟ وحدهم المهاجرون الملغاش، وهم أقلّيّة عرقيّة، سمر بملامح آسيويّة، تفاءلوا بالخير واستبشروا بالاسم الملغاشيّ للسلطان العتيد لكنّهم ما لبثوا أن تطلّعوا نحو الأفق البعيد حيث أنغوجا، عاصمة زنجبار، ومقرّ إمام العرب، سعيد بن سلطان. كانوا موقنين أنّه لن يرضى في أن يحكمَ سلطانٌ ملغاشيٌّ موهيلي، هي التي لم يحكمها سوى سلاطين عرب انضَوَوْا دائمًا تحت راية الإمبراطوريّة العمانيّة الممتدّة من مضيق هرمز حتى رأس دلغادو في موزمبيق.
تذكر أنك حملت هذا الكتاب من موقع قهوة 8 غرب