قريبا
رواية عريم – تركي الزعابي
ساحة رملية صغيرة مزدحمة تشبه المعسكر.. وضعت على أطرافها أبراج مراقبة يعتليها رجال مسلحون يترقّبون شيئاً ما.. يغيّم فوقها الغبار بسبب حركة الناس.. ذات رائحة تشبه رائحة العفن.. لا يوجد بها ظل سوى بعض أشجار الغاف يجلس تحت كلّ منها مجموعة رجال تعلو أصواتهم أحياناً.. يتشاجرون أحياناً.. وبعض الأحيان يصمتون.
رأيت هناك جميع أصناف وألوان البشر.. وسمعت ببلدان في أسيا وأفريقيا لم أعرفها قط.. كباسعيدو، قشم، زنزبار بومبي، سيريلانكا وبنغلاديش. يأتون بهم بمراكب شراعية ويرموهم على الساحل كأكياس الأرز، ثم يجمعونهم قبل توزيعهم مرة أخرى.. وفِي الليل تقل الحركة ويهدأ الغبار.. ولا يكاد يسمع سوى صوت بكاء خافت وهمسات أشبه بفحيح الأفاعي بين النساء المسروقات.. وصوت الأوغاد وهم يتسامرون ويقهقهون.
تذكر أنك حملت هذا الكتاب من موقع قهوة 8 غرب