رواية عشيقة شارل بودلير – ميكائيل برزان
عليّ أن أقول لك بأني لم أخترع شيئاً. لم أروِ، عن علاقة هذين العاشقين الملعونين، إلا قصة ناقصة مما أعرفه عنهما، كما لم أسرد شيئاً أجهله. لقد شهدتُ بعض مضمون هذه القصة مباشرة، أو كتبته وفقاً لشهاداتٍ أكّدت صدقها الرسائل والجلسات الخاصة. لكن الأساسي من هذه القصة روته لي جان نفسها، التي أعدتُ وصلي بها بعد موت شارل، وبقيت على هذا التواصل معها حتى خبت روحها منذ زمن بعيد
أعرف، عزيزي القارئ، ما عندك من طبيعةٍ حذرة إزاء ما سأرويه لك لأن الناس آنذاك، لاسيما الفنانين وجماعة الأدب الذين كنا نختلط بهم ، كانوا ينتقصون من قيمة بعضهم بعضا، ولم يكن بالأمر السهل أن تميز الغث من سمين المقول أو المكتوب عن جان أو عن بودلير. في نهاية المطاف، لكَ أن تعتقد كما يحلو لك. لكن اعلم فقط ، أني عملت هنا بكل أمانة ووفاء ممكنين. أي ما أسعفتني قدرتي على القيام به.الآن وقد انتهى هذا القرن الفظيع، واضعاً آماله في التوجهات التقدمية والجهود المشتركة بين العلم والاشتراكية لما هو قادم، والذي ربما سيتمخض عن إنسانية أكثر تعقلاً ، عليّ عزيزي القارئ ، أن أدعك لأن شفق العمر(الشيخوخة) يجتاحني وقواي تخونني.
تذكر أنك حملت هذا الكتاب من موقع قهوة 8 غرب
لمناقشة الكتاب فى جروب قهوة 8 غرب اضغط هنا