رواية عظمويل – أحمد سلمي
من حيث لا مكان ولد التمرد كزرع شيطاني خبيث، آلاف الملثمين الجبناء، لا وجه لهم ولا كنية عاثوا في البلاد فسادًا، تخريب و إحراق وسرقة واغتصاب، لم يتركوا أي عمل عزازيلي إلا وفعلوه، كانوا يتبعون رجل يدعى “السالم كارم بن عُديل الحوراني”، بالتأكيد لم يكن ذلك اسم الرجل الحقيقي، فالخائن كان أجبن من أن يُعلن عن كينونته الفعلية فلقد ظل مختبئاً تحت ذلك القناع حتى النهاية.
لشهرين لم يكن المتمردين إلا عصابات ملثمة أقرب للصعاليك لا يبغون إلا النهب والتخريب، ولكن كل شىء تغير وانقلب رأسًا على عقب لما أنشدت تلك الأنشودة الظلامية، ترانيمها أبدلت القلوب، وسحرت العقول، وسمّت النفوس، وغيرت المبادئ، وهدمت الثوابت، مائة ألف متمرد أضحوا بعدما كانوا بضعة ألاف، قوة مهولة وأطماع غير محدودة أمست مطالب أتباع “السالم كارم بن عُديل الحوراني”، غدروا بالشرطة واحتلوا قلاعها، اعتصموا في ساحة المستقل وحاصروا القصر السلطاني وطالبوا البطل أشبوب بالتخلي عن عرشه وإلا رياح الدمار ستطيح بكل البلاد !
تذكر أنك حملت هذا الكتاب من موقع قهوة 8 غرب