رواية عن طريق وخز الإبهام – أجاثا كريستي
من الصعب تخمين كيف أُطلق على الدار اسم ‘قمة الجبل المشمسة’؛ إذ لا شيء يوحي بالجبال وقممها هنا؛ فالأرض مستوية، وهي بالتأكيد أكثر ملاءمة لقاطني الدار من كبار السن, كما يوجد بالدار حديقة فسيحة، وإن لم يكن بها شيء مميز. وكانت الدار نفسها عبارة عن قصر كبير نسبيًّا على الطراز الفيكتوري القديم، لكنه في حالة جيدة, إذ كانت ثمة بعض الأشجار وارفة الظلال التي تبهج الناظرين، ونبات اللبلاب الذي يحيط بالدار، بالإضافة إلى شجرتي أروكاريا اللتين تضفيان على الأجواء إحساسًا غريبًا, وتتراص عدة مقاعد في أماكن ملائمة للاستمتاع بضوء الشمس، كما توجد شرفة مسقوفة تجلس عليها السيدات المسنات لاتقاء الرياح الشمالية.
رن تومي جرس الباب ومعه توبينس، ففتحت لهما الباب عاملة شابة، ترتدي زيًّا من النايلون، وقد بدا عليها الإرهاق، وقادتهما إلى غرفة جلوس صغيرة، وقالت وهي تلهث: “سأخبر السيدة باكارد بقدومكما؛ فهي تنتظركما وستنزل بعد لحظات. أرجو ألا تمانعا في الانتظار قليلًا؛ فنحن لدينا مشكلة متعلقة بالسيدة كارواي التي ابتلعت الكشتبان الخاص بها مرة أخرى”.
فسألت توبينس في ذهول: “ما الذي يجعلها تفعل ذلك بحق السماء؟”.
فشرحت لها عاملة الدار باختصار، قائلة: “لقد فعلتْ ذلك من باب اللهو, فهي دائمًا ما تفعل ذلك”.
غادرت العاملة، وجلست توبينس، وقالت وهي مستغرقة في التفكير: “لا أظن أنني سيروقني ابتلاع الكشتبان؛ إذ سيكون مليئًا بالزغب وأنا أبتلعه. ألا تظن هذا؟”.
لم يمض وقت طويل، قبل أن ينفتح الباب، وتدخل السيدة باكارد، وتقدم اعتذارها عن التأخير. كانت امرأة ضخمة، شعرها رملي اللون، في الخمسين تقريبًا من عمرها، تحمل هالة من الكفاءة الهادئة التي كانت دائمًا مثار إعجاب “تومي”.
تذكر أنك حملت هذا الكتاب من موقع قهوة 8 غرب