رواية عين الفرس – الميلودي شغموم
ظهرت رواية عين الفرس مثقلة بالتجربة الغربية والتجديد، فهي تتميز بالغموض والخيال، وتشكل في ذاتها القصة الفانتازية، التي تسعى لربط الواقع بالخيال بطريقة شيقة لعلاج مشاكله.
ومنذ أول وهلة، ومن عتبتها الأولى يبدأ الغموض؛ فتتسائل ما هي العين؟ هل هي نبع ماء، أو مقصود بها التجسس، أم هي النظر المجرد، أم تعني الوعيد والترهيب؟ ووماذا يقصد بالفرس؟ هل يقصد الفروسية والشجاعة؟ أم هو الحيوان المعروف؟ لكن كل تلك الأسئلة تتضح، ويظهر لنا الكاتب أن تلك هي مدينة اختارها، لتكون موقع لأحداث قصته.
تتناول القصة أسطورة (البسطيلة) الملعونة؛ فما هي إلا طعام حلم ببلوغه والنهل منه أهل المدينة الجياع، فقد كانت تلك المدينة كما صورها المؤلف مدينة للفقراء، تذخر بهم المدينة وتمتلئ، فإنهم محرومون من الخيرات، حتى انتشرت الخرافات بينهم، لوجود المرعى الخصب لها، وهو الجهل والجوع.
وكأن ذلك لا يكفيها فجاء التسلط عليها، والاستعباد من حكامها، على أهلها ليضيق عليهم الخناق؛ وحينما يجن الليل ينظرون إلى البحر فيهيئ لهم ضوء ساطع، فيتهامسون عن سر هذا الضوء، فتأتيهم الإجابة بأنها البسطيلة، التي تهب الطعام للجائعين، وهي المخلص المعين للفقراء، لكن تنكشف مع الوقت تلك الخدعة، وينزل الستار عن السفن الأسبانية، التي تصطاد الحيتان باستخدام ذلك الضوء.
تذكر أنك حملت هذا الكتاب من موقع قهوة 8 غرب