رواية غواصو الأحقاف – أمل الفاران
أبو خفرة قابض على كمها، يقودها بين النخيل وأمها تتبعهما برداء نقعته في الطيب يومين، وتعذله: عرس هذا أم زنا؟! تروح ببنتي لا يسبقها ظعن ولا تلحقها دفوف؟!
للرجل من مهده للحده سبعة أوجه، وللحرب وجه واحد يلبسونه جميعًا؛ سحنهم تصطبغ بلون الأرواح التي يقامرون بها. بندق شافي على عاتقه، وفخر أمه به يعكره خوفها عليه.
في العقيق تستبق البُنيّات عودة الغواصين بالنشيد:
“نطويك يا ذا الشهر طيّ القراطيس ذا الليل م الداخل يجون الغواويص”
فرجة بوجه أنضجته الشمس، وبضفائر مشعّثة تغني لمن لن يعود في الشهر الداخل، فوالدها بلعه البحر قبل سنوات.
في باحة البيت تقعد القينة، تُعجن مسحوقها بالطيب. تُقْبل نفلا صفراءَ من نقيع العصفر، وجسدها فوّاح بالورس، تقعد في حضن المشّاطة التي ينطلق لسانها بتنبؤات عن طيب حظ العريس، تغني وأصابعها تغزل شعر نفلا ثلاثين أحبولة عشق.
عمّوش يذهب للعرافات لا ليصدقهن، بل ليعرف متى يصدقن ومتى يجهلن، وكيف يدارين جهلهن؟
يزورهن التاجر ليتعلّم. وضع أجرها وخطا مغادرًا فنادته: لو كان الحذر يمنع القدر لوصيّتك بأن تتجنب الغار.
تذكر أنك حملت هذا الكتاب من موقع قهوة 8 غرب