رواية فنان من العالم الطليق – كازو إيشيجورو
فنان العالم الطليق رجل مهزوم. رجل أرغم على إعادة النظر في قيمه بعد أن تملكه الإحساس بالخسارة والمسؤولية عن الأذى الذي لحق بشعب اليابان إبّان الحرب العالمية الثانية جراء تأثير مَن هم مثله: مَن طوعوا الفن لخدمة السياسة. خسر الإحترام الذي كافح طيلة حياته ليفوز به. حتى تلاميذه تبرءوا مِن فنه، مرة نبذاً واحتقاراً لما اعتبروه خيانة عظمى، ومرة خوفاً مِن أثر هذا الفن في ظل سيطرة أمريكية هيمنت عسكرياً وثقافياً عقب الحرب. إن علامات الموت والخراب تلوح فوق دولة لا تزال متذبذبة حول معنى الوطنية، ما بين جيل ارتضى أن يكرس قدراته لتحقيق أغراض توسعية نفعية، وجيل يتطلع إلى مستقبل أفضل في ظل السلام. تضحّي رواية “فنانة الجسد” بالاتساع مقابل العمق، فهي تضيّق منظورها على حياة واحدة، وموت واحد. لكنها تملك عليك منافذ الإحساس، بكل ما تطلقه من ملامس الأشياء فوق وعي جلدك، ومسامّ روحك. بطلة الرواية هي لورين هارتكي، التي نراها تشارك زوجها، راي، الإفطار بالصفحات الأولى. وهي صفحات تدلّ على ألمعية باهرة لروائي كبير. تمرّ أفكار مرحة على بال لورين وهي تصبّ الحبوب، أو تفتح الصنبور، أو تطلّ من النافذة، أو وهي تدير حواراً سخيفاً لا طائل من ورائه غير اللعب بالفن.
تذكر أنك حملت هذا الكتاب من موقع قهوة 8 غرب