قريبا
رواية في تلك الأحضان – كامي لورنس
إنه هو. لا أستطيع، بالركون إلى خفقات قلبي، أن أخدع نفسي. أعرف أنه من المتعذر تصديق هذا الذي أقول؛ هذا اليقين المفاجئ، فليكن.
نهضتُ، تاركة كأسي الملآن على الطاولة، وسددتُ حسابي ولحقتُ به. كان يمشي بسرعة، كما أمشي أنا. راقني اختياره ملبسه، وضيق وركيه، وجمال منكبيه. لا أريد أن أضيّعه. على بعد شارع أو شارعين من هنا، ولج رواق مبنى واختفى. حينما وصلتُ ودفعتُ، من ثم، الباب الثقيل، كان هو قد دخل إلى إحدى الشقق، ولكن أية شقة يا ترى؟ ليس ثمة صوت في بئر السلّم، ولا يزال المصعد في الطابق الأرضي ساكناً، كيف لي أن أعرف؟ صعدت بهدوء ومن دون ضجة. ثمة بساط يغطّي الدرجات. إنه مبنى برجوازي ذو ثلاثة طوابق، وفي كلّ قرص من أقراص الدرج بابان، وعلى معظم الأبواب توجد لوحة نحاسية. كان الصمت يخيم على بعض الشقق، وتصدر من بعضها الآخر أصوات وضجيج أو رنين هاتف. لم ألبث أن نزلت،ومخافة أن أُمسك متلبسة بغتة وأنا أقف هكذا بلا حراك، أنظر وأعاين وأتنصت.
تذكر أنك حملت هذا الكتاب من موقع قهوة 8 غرب