رواية قاتل بالفطرة – جوي إيلس
جرى المهرول مطّردًا على طول ممرّات الأهوار الظليلة قاصدًا البيت. بإمكانه تمييز أنوار كوخه عبر الحقول المظلمة. مجرد مائة ياردة تفصله عن عبور بوّابات مزرعة هاينز، ومن بعدها سيكون على موعدٍ ليس ببعيد مع حمامٍ ساخن ومشروبٍ باردٍ طويل.
وبينما كان يلتف حول انحناءة في الممر قبالة بوابات المزرعة، انزلق. فلتت شتيمة من شفتيه وكافح ليحفظ نفسه من الاصطدام بالأسفلت البالي المنقّر. تمكّن بعض الشيء من استعادة توازنه، ونظر أسفل منه ليرى ما عطّل خطواته، فرأى بركةً صغيرة من الزيت تمتد من مدخل المزرعة.
شتم مجددًا، فقد اتسخ حذاؤه الثمين المخصص للجري وتلطّخ، وظنّ غاضبًا أنه تلف. نظر عبر البيت الريفي القديم، واكتشف أن نورًا يضيء في المطبخ.
استمر في الشتم بينما قرّر أن يذهب إلى البيت ليغيّر ثم يعود سيرًا ليلوم جورج هاينز بقسوة. لم يكن متضايقًا بسبب حذائه الرياضي فحسب، بل علم مسبقًا أن بعض المزارعين أخذوا كلابهم في تمشيةٍ في وقتٍ متأخر في ذلك الممر، وكان أغلبهم عجزة. مجرد انزلاقة على زيت الجرّار قد يؤدي إلى وركٍ أو معصمٍ مكسور، أو أسوأ.
وبينما اقترب من باب كوخه اشتعل ضوء الأمن بعصفةٍ من نور الهالوجين الأبيض. نظر إلى قدميه آسفًا … وتوقّف.
تذكر أنك حملت هذا الكتاب من موقع قهوة 8 غرب