رواية قارئة القطار – إبراهيم فرغلي
رحلة الواقع في “الدرجة الأولى” للخيال!
“فتشتُ في جيوبي بحثًا عن التذكرة، فيما ألحَّ سؤالٌ مباغت لم أُحر له إجابة: إلى أين يتجه هذا القطار؟ فتحتُ الحقيبة وأخذتُ أعبث بما فيها، وبدا لي أنني نسيتها في المقهى. مسحتُ العرق على جبهتي بظهر كفي، وابتسمتُ لفكرة أنني أضعتُ نفسي في قطارٍ لا أعرف وجهته”.
في روايته الأحدث “قارئة القطار”، يقدم “إبراهيم فرغلي” رواية شديدة الإثارة والتشويق والشاعرية في ذات الوقت. يهرع البطل للّحاق بقطاره، قبل أن يفقد الذاكرة، ليكتشف أنه قد أضاع وِجهته ولم يعد يعرف إلى أين يجب أن يصل ولا في أي محطة ينبغي أن يغادر. في الوقت نفسه، يفاجأ أن القطار الذي استقله خالٍ تماماً من المسافرين، كأنه أصبح المرتحل الوحيد في عالمٍ فقد مغادريه، قبل أن يعثر على شريكةٍ وحيدة في الرحلة: امرأة غامضة آخذة في قراءة كتاب غريب، تُخبره أنها تقرأه كي لا يتوقف القطار. في ذروة يأسه واستغرابه تبدأ “قارئة القطار” بسرد ما تخبره أنها قصته الشخصية التي نسيها، ليجد نفسه شاهداً على تغريبة من الجنوب للشمال، بطلها فتى خرج من مقبرة حياً، ليبدأ رحلة هرباً من ماضيه.. فما الذي يجمع بين هذين المسارين الغريبين المتباعدين؟ هذه الرواية المشوقة المثيرة للأسئلة تجيب ببراعة.
يجمع إبراهيم فرغلي في هذه الرواية بين أدبيات “رواية الطريق” حيث تتحقق الأحداث بأكملها من خلال رحلة أفقية، وبين التأمل العميق للأفكار والهواجس، ويمزج ببراعة بين مستويين، أحدهما واقعي والآخر حُلمي يجعلنا عالقين في مسافةٍ ضائعة، شديدة الالتباس، بين ما نظنه الواقع وما نعتقد أنه الخيال.
تذكر أنك حملت هذا الكتاب من موقع قهوة 8 غرب