رواية قلم أحمر – منى التميمي
في روايتها «قلم أحمر» تطرح الكاتبة الإماراتية المبدعة منى التميمي سؤال الطفولة من داخل النص الروائي، فيحضر عالم الطفولة والرشد في ظل متغيرات الحياة المعاصرة بكل آلامها وآمالها. أبطالها طفلان أخوان، الأول “حمد” الرومانسي الحالم أن يقود طائرته في السماء بعد أن يصبح طياراً متمرّساً يساعده والده في تحقيق طموحه؛ ولهذا طارد حُلُمه حتى كبر ونجح في تحقيقه..
إلا أن فقدانه فيما بعد حورية طفولته جعل من حياته سيرة مؤلمة! والثاني “راشد” الذي فقد ملامح طفولته، تحت ظل الظروف العصيبة، التي رافقت انفصال أبويه وعدم تَقبُّله لغياب أبيه مما أدى إلى تعلّقه بأمه ورفضه لوالده، فتابع حياته بشكل روتيني وتعلّم وأصبح مهندساً ناجحاً..
هكذا هي الحياة تعطي بيد وتأخذ بأخرى..ما يميز هذه الرواية فضلاً عن طابعها الرومانسي أنها تجمع بخطابها بين نظريتي الرواية العائلية، والرواية الأوديبية من خلال تأسيسها على وفق علاقة ثلاثية بين الابن والأب والأم، بما فيها من تقارب أو تنافر بين الأقطاب الثلاثة، مما يجعل من قراءة هذه الرواية من منظور التحليل النفسي أمراً ممكناً…قدمت الروائية لعملها بـ “مدخل” تقول فيه: “ما زال ألم الفقد يعزّز الخسائر في النفس البشرية، ويجرّها إلى الخلف.
فليس أشدّ من فقدان عزيز، أو ضياع وطن. قد تخدع نفسك في بادئ الأمر بكلمتين، وذلك ما يسمّى بالأمل. لكن الصراع معها، من أجل الركض خلف خيال الضوء الذي يكمن آخر النفق، هو الجوهر الحقيقي لأصل الفوضى التي تعمّ النفس.إن ذلك يبدو إيجابيًّا أكثر من أيّ شيءٍ آخر.
وإن ما يؤكد تلك الخطوة، تعلّقك بالأمل. تلك هي نقطة الضوء التي تستحق الركض خلفها، وإن لم تكن معتاداً أن تجري خلف أحد. أن تدرك ما مضى وتستوعب الدرس، وإن اجترأ عليك الوقت، فتلك خطوة قوية، تثبت روعة إصرارك. تلك القشّة الجميلة التي ستعود بك إلى ضفاف الحياة مرة أخرى، لتستنشق ذلك النسيم الذي تخاف فقدانه في يوم.- البطل الصغير صاحب التسع سنوات، تغمره فوضى الظروف وارتباك الحياة. يبذل جهداً واضحاً لأن يصنع حاجزاً، في وجه الريح، حتى لا تؤذيه.يحاول أن يكون شجاعاً قوياً، في وجه العاصفة. ولكن هل يستطيع؟”.
تذكر أنك حملت هذا الكتاب من موقع قهوة 8 غرب