رواية قمر فاس – فضيلة الوزاني التهامي
نحن إخوة في الله، هذا ما يعلّمنا إياه الحاخام موشي بن ميمون، وكذا الحزان دودي بن يوسف الفيومي، يوم السبت في البيعة.تقول ذلك لخالاتي حادة وفاطمة وأمينة زوجة عمي هيدور، عندما يزُرْنها، وعندما تقدّم لهن الحريرة الساخنة ترحيباً بهن،فيَشربنها وهنّ يحرّكن ألسنتهن بالبسملة:ـ بسم الله، الله يعطيك الخير أختي بهيرا.لم أكُن أعرف لِمَ تصرّ أمي على ترديد ذلك دائماً، كما لا أعرف لمَ يضحك أبي من قولها، ولا يعلِّق في الغالب، فقط يتناول كأس الشاي الداكن اللون من يدها، ويرتشفه بصوت مسموع، ويتمتم بما لا أفهم، هي مرّة سمعته يأخذ الأمر بجدية ويقول لها:ـ كّلما غضب مني أحدهم حياني قائلاً: “”الله يحرق أبوك آ ليهودي””.
فتُجيبه:ـ أنت تقسو في تجارتك معهم، الناس هنا بؤساء مثلنا، أنت على الأقل لا تُقاسي تغيّر الطقس وجفاف الوادي ورداءة المحصول.ـ بؤساء؟ يوماً ما سنغترف من البؤس وحدنا، وسنرحل منقصر “”أمزرو”” كما رحل أجدادنا.”تسكت أمي ولا تردّ، صرت.
تذكر أنك حملت هذا الكتاب من موقع قهوة 8 غرب