رواية كتبت رزقت بعثاً – رؤى عبيد
“كُتِبَتْ رُزِقتُ بعثاً” عمل إبداعي تعود به رؤى عبيد وسَمَا في تجربة تحدٍ جديدة للقلم تعتمد فكرة البعث أو الإنبعاث من جديد، وتوظيفها في النص عبر استخدام تقنية الرسالة التي تقوم على جدلية المتكلم/ المخاطب، وهو مقصد روائي يسعى لخلق تشكيلة إنجازية تنْزاح عن مألوف السرد باتجاه التنوع في اللغة والرؤيا. فلكل شخصية في هذا العمل نهجها الخاص في الكلام والتحدث تعيد من خلالها بعث الحكاية من وجهة نظرها، وتتقاطع عوالم هذه النظرة مع عوالم شخصيات روائية وردت في مؤلفات مشاهير الأدب والفن. ومنها كتاب “صديقتي المذهلة” للإيطالية إيلينا فيرّانتي، ونصوص إدواردو غاليانو المعنونة بـ “أفواه الزمن”، وكتاب “صديقي لا تأكل نفسك” لعبد الوهاب مطاوع، وأعمال الروائية بثينة العيسى ورسائل الكاتبة شارلوت برونتي لأستاذها هيغر، وغيرها من إلماحات لِما جاء في أدب الرسائل في كتب جبران خليل جبران وفرانس كافكا وهنري ميللر وغيرهم.
في “كُتِبَتْ رُزِقتُ بعثاً” يتجول القارئ بين محطات من الولادة والموت والانبعاث، يعبر فيها بين ضفتين، يتعرف في الضفة الأولى على أثيلة بصبرها، ونوح بغيتاره، وليث بتعايشه، وسديل بإصرارها، ومنصور برحمته. وعلى الضفة الأخرى يتعرف على أماليا بمكتبتها، وسعود بنهوضه، وراجح بأخوته، وأنجيلا باختلافها، ومحمد بأبوّته. فإذا بنا أمام نتاج إبداع خلّاق يتمثل في توظيف لغة حوارية تنقل أدب الرسائل من مجرد اعتراف تطهَّري، إلى جدل أصوات داخلية متعددة.
وخير الكلام ما يُعرّف به مؤلِّفٌ كتابه: “سيروق لك هذا الكتاب، إذا أردت أن تشعر بِك.. أن تفهم نفسك أكثر عبر كلمات وضيئة.. أن تتلمس مشاعرك المختبئة بين غرف قلبك.. أن تتجول عبر حياة تشبهك.. وبجوف عواطف تتقاطع مع عواطفك.. وبين أمواج من أحداث تكررت معك.
إذا أردت أن تقترب من قلوب مكتظة بما يجهله الناس.. من أرواح طال شتاءها وغاب معطفها.. من أبدان تخشى الأفول حين يكون الليل معتماً.. ومن عقول اشتهت أن تتفرد ببطولة لم يسبقها إليها أحد.. ومن إرادة لم تعجز بل خرجت من كل شرنقة ببعثٍ فريد”.
تذكر أنك حملت هذا الكتاب من موقع قهوة 8 غرب