قريبا
رواية كل شيء أنا لا أتذكره – حسام إبراهيم
ثم كرّس عشر دقائق للحديث عن المغول. قال إن ما يصل إلى صفر فاصلة خمسة بالمئة من الرجال في العالم يحملون البصمة الوراثية الصرفة لجنكيزخان، لأنه مارس الجنس بوحشية مغتصباً الكثير والكثير من الفتيات.
قال إن إمبراطورية جنكيز خان كانت الأكبر في تاريخ العالم، وإن المغول قتلوا من الناس قرابة أربعين مليون نفس. قال إن المغول عاقبوا شيوخ بلدة تمسك يدها عن دفع ما يرضيهم بصبّ سائل الذهب المغلي، المذاب لتوّه في فتحات أجسادهم حتى تحولوا إلى أجساد مقلية. ما كان لديَّ أدنى فكرة عمّا دفع هذا الفتى النحيل المتأنّق قليلاً ليتحدث لي عن المغول، ولم تكن لديَّ أدنى فكرة عن سبب جعلني أصغي. لكن شيئاً ما مختلفاً كان هناك في الطريقة التي ندردش بها. لم نأتِ أبداً على ذكر وظائف، أو عناوين، أو خلفيات. تحدثنا فحسب عن الآلة الحربية المغولية، وتكنيكاتهم القتالية، وولائهم، وخيولهم. لا شيء آخر يخرج عن هذا النطاق. غالباً صموئيل كان الشخص الذي يصنع الكلام، وأنا كنت أسمع. لكن عندما جاءت الفتاة صاحبة الحفلة إلى المطبخ ورأتنا واقفين هناك، مستغرقين في الأعماق السحيقة للنقاش، بدت كما لو أنّها بدأت تنظر إليَّ في ضوء مختلف. أحببت الطريقة التي كانت تنظر بها إليَّ.
«كيف تعرف كل ذلك؟» سألت، معتقداً أنه ربما كان أستاذ تاريخ. «لا أعرف »، قال صموئيل ، وابتسم. «أعتقد أنّها جاءت من لعبة ما من ألعاب الكمبيوتر. سحقاً لذاكرتي فهي غريبة الأطوار حقّاً. ثمة أشياء ليست إلّا وخزات ناشبة بمخالبها .» «لكن في أكثر الأحيان تتبدّد لتوّها »، قالتها صديقته المزملة بالدثار الأحمر، فيما قفلت عائدة من الشرفة في سحابة دخان.
تذكر أنك حملت هذا الكتاب من موقع قهوة 8 غرب