رواية كنا خمسة – كارل بولاتشك
ماذا لوعدنا أطفالاً؟
لو أننا امتلكنا خيال صبى مغامر ، يتوق للسفر والمغامرة والبراح ويدمن الحكايات والروايات البوليسية. لو أننا لم نفارق طفولتنا أبدًا، وبقينا أسرى أحلامنا وبراءتنا، نملك العالم بقدر ما نملك من خيال وبراءة، سواء كنا خمسة أو سبعة، أقل أو أكثر، لا شيء أثمن من الخيال.
في تلك الرواية، ومن خلال عيني طفل، نستطيع أن نرى العالم -مرة أخرى- بشكل طازج وبرئ كما كنا نراه في طفولتنا. رحلات خطرة ، ألعاب ومغامرات بطولية، حروب ساذجة، غيظ ومكر واكتشافات عظيمة.
وخارج أسوار المدرسة والبيت ثمة عالم شاسع من نباتات وطيور، غابات وسهول وأنهار، ألعاب الطفولة الممتعة والساحرة بكل جدية براءتنا الغضة، دهشة المعارف الأولى ، وحيرتنا أمام غموض العالم ورحابته، أي حلم هو الطفولة.
تمكننا تلك الرواية القصيرة من استعادة براءتنا مرة أخرى ،من استعادة دهشتنا أمام العالم وما يحوى، إذ تقدم الرواية على لسان صبى صغير يحكى مغامراته هو أصحابه بكل جدية وثقة وكأن الدنيا كلها تصغى وتتطلع لمغامراتهم الطفولية هو و أصحابه الخمسة، ولا يعنيه إن كانت هذه المغامرات في الغابة أوفى المدرسة أو حتى في الهند.
فقط نعيش معه لحظاته الهامة والسعيدة بكل شغف واستمتاع، ليس فقط لأن الرواية طيبة وممتعة، ولكن أيضا لأنها تحييي فينا عالما كاملا، جزيرة طفولتنا التى تطفو وتبرز أمام أعيننا فجأة بعد أن طمسها -أو أغرقها-تيار الزمن الساري والمندفع غصبًا عنا إلى الأمام.
نجح الكاتب فى رواية “كنا خمسة” أن يستعيد تلك العين الطفلة المندهشة والحالمة ، كما استطاع أن يتقمص صوت الصبى الصغير بمهارة وشفافية ،فلم يثقل الرواية ببلاغة الكبار وأحكامهم، ولكنه أخلص فقط لصوت وخيال الصبي الكامن فينا جميعا.
تذكر أنك حملت هذا الكتاب من موقع قهوة 8 غرب