رواية كوكب عنبر – محمد ربيع
يتم تكليف “شاهر”، الموظف بهيئة الأوقاف، بكتابة تقرير حول مكتبة عامة منسية بأحد شوارع العباسية القديمة؛ وذلك تمهيدا لهدمها كما تقتضي ضرورات التحديث العمراني، ولافساح الطريق أمام خط جديد للمترو سيمر بالمنطقة. يقضي شاهر أياما بالمكتبة ليدرس أحوالها، ويتعرف على موظفيها وروادها، فيكتشف وقائع غريبة تجري بين جدرانها، وتنفتح أمام عينيه متاهة من الكتب والنصوص والحكايات المتداخلة، ويجد نفسه طرفا في شبكة علاقات بين بشر غريبي الأطوار.. وكلما ازداد تعلقه بالمكتبة المسحورة ازداد يقينا أن تقريره ـ مهما أوصى ـ لن يفلح في إنقاذها من الإزالة.
في لغة تترواح بين الرصد المحايد لعالم قديم يتداعى، وبين جنوح فانتازي يقارب الهذيان، يصوغ محمد ربيع في روايته الأولى “كوكب عنبر” سرداً ممتعاً يعمد إلى كشف طبقات للحلم والأسطورة تحت جلد مدينة القاهرة العجوز، وتحت التفاصيل الخانقة للبيروقراطية المصرية. ويتنقل خيط الحكي على طول الرواية، بين صوت شاهر وصوت الدكتور سيد المثقف العدمي والقارئ الدائم بالمكتبة، كلحن يعزف بآلتين مع ارتجالات تحيد بالسرد عن الخط الأساسي ثم تعود إليه بثقة واقتدار.
ومحمد ربيع، كاتب هذه الرواية، هو مهندس معماري شاب، من جيل بدأ ممارسة الكتابة على مدونات الانترنت؛ وها هو بكتابه الأول يصنع لنفسه مكانا مميزاً بين الروائيين الجدد في مصر.
تذكر أنك حملت هذا الكتاب من موقع قهوة 8 غرب