رواية لا سماء فوق المدينة – ميسرة الهادي
تُسلِّط الضوء على تراكُمات الحداثة وتأثيراتها على مدينة صغيرة على ضفاف النيل. فالراوي الذي لم يعُد يُلهمه شيءٌ سوى جمال السماء، يُهاجم القُبح الذي تغرق فيه المدينة، ويحاول لفتَ انتباه الناس لما تبقَّى من الجمال، لكنهم غارقون في سعيهم نحو مزيد من القبح والزيف.
الرواية تدور في زمن موازٍ غير حقيقي مُتخيَّل أقرب إلى الديستوبيا لكنها ديستوبيا واقعية. كيف تؤثر الحداثة وتفشّي القبح المُصاحب لها على مدينة ريفية صغيرة لتوّها خرجت إلى العالم؟وصلت لكوبري القطار وانثنيتُ ألهثُ، والعالمُ يدور أمام عيني. ثم بالكاد استعدتُ أنفاسي وركضتُ ثانيةً حتى وصلت لمدينتنا؛ للشارع المزدحم وأبواق السيارات اللعينة تصدح مُحتفلةً، والأنوار تملأ الأفق، الناس حولي مندفعة عائمة تلهث في مطاردتها لقطار لا يقف، شعرتُ أني أتداعى وأنا أطوف في وسط الشارع.
أرفع رأسي ناحية السماء وبالكاد أرى النجوم من الأضواء فيسيل دمع ساخن من عينيّ ويعود إليّ التذوُّق فجأةً فأذوق ملحَ دموعي. أشدُّ الناس من أيديهم وأشير للسماء كي ينظروا، لكنهم يُزيحون يدي بقرف كأني متسوِّل أو مجنون، ويتجاوزونني مُسرعين غير مُبالين، كأن لا سماء فوق المدينة.
تذكر أنك حملت هذا الكتاب من موقع قهوة 8 غرب