رواية لما تحطمت الجرة – سعد محمد رحيم
أعتقد أنها فطنة إلى الحد الذي أحسّت باهتمامه بها منذ أول نظرة. غير أنه ما كان واثقاً من استجابتها. وبدا سلوكها محيراً له، فّسره بحسب مزاجه ودرجة تشوّشه ومخاوفه.. ستصدمه، في أول لقاء يجلسان فيه معاً لوحدهما في كافتريا الدائرة لمّا تفصح ضاحكةً أنها تقرأ أفكاره، وتلتقط إشارات عن ارتباكه، وتسارع دقات قلبه، وولعه الحارق.. سيتلعثم قليلاً، ويضحك بخجل مفضوح. وسيقرر أن يبوح لها كي لا تكتشف مدى ضعفه، لكن أعترافه سيكون ناقصاً بهذا الصدد، وسيعرف أنها تعرف أنه لا يقول من الحقيقة إلا نصفها.وسيشعره هذا بأنها أقوى منه، وتدرك أنها اقوى منه، وأن العلاقة بينهما ستتخذ، لبعض الوقت، مجرى متعثراً مملواءاً بالمصدّات.سيتردد في أن يقول لها؛ “وإذاً، ما رأيكِ”، وستتلقى سؤاله من غير اندهاش، وسيفهم أنها تلقّته، ولن يفهم من البريق المخضرّ العذب الغامض المشعَّ في عينيها بأنها تبادله العاطفة ذاتها. وسيحتاج إلى ستة لقاءات أخرى أو سبعة قبل أن ينطقها صريحةً؛ “أحبكِ يا لينا، أحبكِ”
تذكر أنك حملت هذا الكتاب من موقع قهوة 8 غرب