رواية لون الماء – فاطمة الشيخ صالح
أنتِ عميقة في داخلي وحادة، كنصل سكين، لكني أشعر برقعة معطوبة تحتاج من يخيطها حتى أكملك. حملت نفسي، سرت مسافة طويلة بقدميّ لأجتاز التراب، الرطب منه والجاف. دلو ماء مسقط، زرع وبتلات، شواهد وأسماء، بقلب خائف وقفت عند قبرك، ألتمس الرجاء.
تحسست طبقة الرخام، تلك التي ترقدين تحتها، أتراها تؤلمك!؟ تشد فوق أضلعك؟ مسحتها بكلتا يديّ، أمسكت القرآن قرأت سورة يوسف، سورة ياسين، بصوتي الأعرج حتى تستطيعي سماعه. جلست بقوى ثابتة، كما لو كُنت أحمل سرّاً مثقلا أردت البوح به. دنوت منكِ، همست كمن يأمن العقوبة:
“كسر قلبي رجل… صلبني فوق عمود عارٍ مُزين بالكلمات. دنا من جذعي كما لو أنه مسني رغم أنه لم يفعل قط. أوقفني على ساق واحدة، علمني الاتكاء عليه ثم.. أفلتني.. عارية مثل ذاك العمود ومحملة بكل الكلمات، الكلمات التي قالها والتي لم يقلها.
تذكر أنك حملت هذا الكتاب من موقع قهوة 8 غرب