رواية ليلة الإمبراطور – غازي حسين العلي
حين تتوالى الانهيارات في واقع معين لسبب داخلي كالاستبداد أو خارجي كالحرب يهرب الناس الى الأحلام، وهو ما فعله بطل رواية “ليلة الأمبراطور” للكاتب السوري غازي حسين العلي الذي اختاره من عامة الناس يعمل موظفاً في البلدية صياداً للكلاب البرية، وراتبه سبعة آلاف ليرة سورية، ولكن هذا لم يمنعه من أن يحلم.
فهل أراد الكاتب تصوير الواقع السوري في ظل النظام الحالي، أم خلق نوعاً أدبياً حمّال أوجه، يستوعب السرد على أنواعه، فعلى مستوى الراوي، في الرواية راوٍ واحد هو بطل الرواية، يرى الأحداث من وجهة نظره، من موقع المشارك فيها من جهة، والعالم من جهة أخرى، أما على مستوى الوحدات السردية، تقع الرواية في تسعة عشر وحدة سردية متوازنة، مع استقلال نسبي لكل منها، وتتوافر فيها مقومات القصة القصيرة بحيث إذا اقتطعت من السياق العام تقوم قصة مستوفية الشروط، أما على مستوى توليد السرد من السرد، يقوم الراوي بتضمين كل وحدة سردية مشهداً تصويرياً عبر تقنية الحلم، فيستطرد البطل من حلم الى آخر، ولكنها جميعها تنتمي الى المشهد السياسي – الاجتماعي الراهن، وتدخل مع الحكايا المروية في علاقة تكامل، على نحو (رأيت فيما يرى النائم في المنام) والتي تتكرر في كل مشهد بما يخدم اللعبة الفنية، ويحقق روائية النص.هذه المواصفات تجعل الخطاب الروائي راهناً، وينتمي الى الحياتي / المعيشي، ما يجعل من “ليلة الامبراطور” تحفة فنية بامتياز.
تذكر أنك حملت هذا الكتاب من موقع قهوة 8 غرب