رواية ليل الشمس – عبد الكريم جويطي
طرق تلد طرقاً، كان المقام قصيراً، ودور الطين المهجورة تتهاوى من تلقاء ذاتها، وتذوب في تراب الأرض، كأن لم ينبت الطين يوماً ويصير حيطاناً دافئة ومأهولة بالناس والقبور يجرفها السيل، وتضيع الشواهد في المجرى، وسيبقى الخلاء بلا أثر للحياة ولا للموت، ماتت الأشجار حتى شجرة الزيتون وشجيرات الصبار التى بقيت أخذت تنسحب باستمرار داخل الغبار الذى يخنقها، ومات الماء فى الآبار وفى النهر، جاءوا جماعات يقصدون وجهة واحدة ومصيرًا واحدًا وساروا فرادى إلى وجهات مختلفة، أحبوا هذه الأرض التى لن تذكرهم أبداً وأعطوها عرقهم وفظاظتهم ودمهم، اجتاحهم الجند السائر بين مراكش وفاس فى فتن التاريخ التى لا حد لها وجردهم من كل شيء. حاربوا ولانوا، صار لهم أولياء وأعداء، وتعاقبت المجاعات، وجاء الاستعمار، وبعده الدرك والقرض الفلاحي والضرائب والانتخابات، وها هم يرحلون يحملون كل سياط الزمن والأحزان في أجسادهم”.
تذكر أنك حملت هذا الكتاب من موقع قهوة 8 غرب