رواية ليل مدريد – سيد البحراوي
ﻋﺠﻴﺒﺔ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﻀﻤﺔ ﺍﻟﻁﻭﻴﻠﺔ ﺍﻟﻬﺎﺩﺌﺔ ﺍﻟﻤﺘﺯﺍﻴﺩﺓ، ﻀﻤﺔ ﺨﺎﻟﺩ ﺍﻟﺫﻱ ﺍﺨﺘﻔﻲ. ﻭﻤﻊ ﺫﻟﻙ ﻟﻡ ﺃﺒﺤﺙ ﻋﻨﻪ. ﺠﺎﺀ ﻭﺤﺩﻩ ﺒﻌﺩ ﺃﺴـﺎﺒﻴﻊ ﺨﺎﻓﺽ ﺍﻟﻨﻅﺭﺍﺕ ﻭﻜﻨﺕ ﺃﺸﺘﺎﻕ ﺇﻟﻴﻪ. ﺤﺎﻭل ﺃﻥ ﻴﺒﻌـﺩﻨﻲ ﻋﻨـﻪ ﺒﻜل ﺍﻟﻁﺭﻕ، ﻭﻟﻜﻨﻲ ﻜﻨﺕ ﻗﺩ ﻜﺒﺭﺕ ﻭﺸﻌﺭﺕ ﺃﻥ ﻟﻲ ﻋﻠﻴﻪ ﺤﻘﺎ.ﺃﻨﻨﻲ ﺃﻤﺘﻠﻙ ﺠﺯﺀﺍ ﻤﻨﻪ ﻭﻟﻡ ﻴﺴﺘﻁﻊ ﺃﻥ ﻴﻘﺎﻭﻡ ﻭﻅل ﻴﺄﺘﻰ ﺒﺎﻨﺘﻅﺎﻡ ﻤﻥ ﺃﺠﻠﻰ ﺒﺎﻟﺘﺄﻜﻴﺩ ﺤﺘﻲ ﺍﻨﺘﻬﻲ ﻤﻥ ﺍﻟﺩﺭﺍﺴـﺔ ﺍﻟﺜﺎﻨﻭﻴـﺔ، ﻭﻟـﻡ ﻴﺤﺼل ﻋﻠﻲ ﻤﺠﻤﻭﻉ ﻴﺩﺨﻠﻪ ﻜﻠﻴﺔ ﺍﻟﻁﺏ ﺍﻟﺘﻲ ﻜـﺎﻥ ﻴﺘﻤﻨﺎﻫـﺎ. ﻓﺄﺭﺴﻠﻪ ﺃﺒﻭﻩ ﺇﻟﻲ ﻜﻠﻴﺔ ﺍﻟﻁﺏ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺠﺭ، ﻭﺘﺭﻜﻨﻲ ﻭﺃﻨـﺎ ﻓـﻲ ﺍﻟﺘﺎﺴﻌﺔ ﻤﻥ ﻋﻤﺭﻱ. ﻭﻟﻜﻨﻲ ﻟﻡ ﺃﺘﺭﻜﻪ، ﻭﻟﺴﺕ ﺃﺩﺭﻱ ﺇﻟـﻲ ﺍﻵﻥ ﺇﻥ ﻜﻨﺕ ﺴﺄﺴﺘﻁﻴﻊ ﺃﻥ ﺃﺘﺭﻜﻪ ﺃﺒﺩﺍ. ﻜﺎﻥ ﻤﺴﺘﺤﻴﻼ ﺃﻥ ﺃﺘﺨﻠﺹ ﻤﻥ ﺨﺎﻟﺩ. ﻭﻜﻨﺕ ﺃﺒﺤﺙ ﻋﻨﻪ ﻓﻲ ﹰ ﻜل ﻤﻥ ﺤﻭﻟﻲ. ﻭﻜﺎﻥ ﻤﺠﺎﻟﻲ ﺍﻟﻭﺴـﻴﻊ ﻫـﻭ ﺃﺴـﺎﺘﺫﺘﻲ ﻓـﻲ ﺍﻟﻤﺩﺭﺴﺔ. ﻭﻗﺩ ﻭﺠﺩﺘﻪ ﻓﻌﻼ ﻋﺩﺓ ﻤﺭﺍﺕ، ﻓﻲ ﻤـﺩﺭﺱ ﺍﻟﻤـﻭﺍﺩ ﺍﻻﺠﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﻓﻲ ﺍﻹﻋﺩﺍﺩﻴﺔ ﻭﻓﻲ ﻤﺩﺭﺱ ﺍﻟﻔﻠﺴﻔﺔ ﻓـﻲ ﺍﻟﺜﺎﻨﻭﻴـﺔ. ﻭﻟﻜﻨﻲ ﻟﻡ ﺃﺴﺘﻁﻊ ﺃﻥ ﺃﻨﺎﻟﻬﻤﺎ، ﺭﻏﻡ ﺃﻨﻨﻲ ﺃﺨﺫﺕ ﻤﻊ ﻜل ﻤﻨﻬﻤـﺎ ﺩﺭﻭﺴﺎ ﺨﺼﻭﺼﻴﺔ ﻓﻲ ﻨﻔﺱ ﻏﺭﻓﺔ ﺨﺎﻟﺩ. ﻟﻡ ﻴﻨﻠﻨﻲ ﻤﻥ ﺍﻷﺨﻴﺭ، ﹰ ﺴﻭﻱ ﻗﺒﻼﺕ ﻗﺼﻴﺭﺓ، ﻭﺃﺤﻀﺎﻥ ﺴﺭﻴﻌﺔ، ﻟﻡ ﺘﻌﻭﻀﻨﻲ ﺃﺒﺩﺍ ﻋﻥ ﹰ ﻗﺒﻼﺕ ﺨﺎﻟﺩ ﻭﺃﺤﻀﺎﻨﻪ ﺍﻟﻤﺩﻴﺩﺓ ﺍﻟﺘﻲ ﺍﻨﺘﻬﺕ ﻓﻲ ﺒﻌﺽ ﺍﻷﺤﻴـﺎﻥ ﺇﻟﻲ ﺭﻜﻭﺒﻪ ﻓﻭﻗﻲ ﻭﺍﻫﺘﺯﺍﺯﻩ ﻴﻤﻴﻨﺎ ﻭﻴﺴﺎﺭﺍ ﻟﻤﺩﺓ ﻁﻭﻴﻠﺔ، ﻭﻤﺩ ﻴﺩﻩ ﺇﻟﻲ ﻓﺨﺫﻱ ﻭﻤﺎ ﺒﻴﻨﻬﻤﺎ، ﺘﺤﺕ ﺠﻠﺒﺎﺒﻲ ﺍﻟﺭﻗﻴـﻕ ﻗﺒـل ﺃﻥ ﻴﻬـﺩﺃ ﺃﺨﻴﺭﹰ، ﻭﻴﻨﺎﻡ ﻭﺩﻴﻌﺎ ﺒﻴﻥ ﺫﺭﺍﻋﻲ.
تذكر أنك حملت هذا الكتاب من موقع قهوة 8 غرب