رواية ليونيد سيموت حتما – ديمتري ليبيسكيروف
«ليونيد سيموت حتماً» للروائي والكاتب المسرحي ديمتري ميخايولوفيتش ليبيسكيروف ترجمها عن اللغة الروسية الدكتور فؤاد المرعي. رواية ديمتري ليبيسكيروف «ليونيد سيموت حتماً» المنشورة عام 2006 في موسكو، والمترجمة بطبعتها العربية عام 2019 رواية تجمع بين الخيال العلمي والمعتقدات الغيبيّة، وتبني شخوصاً عجائبية تعيش مع الناس العاديين، وتناقش معهم قضايا إنسانية كبرى كالموت والخلود، والحبّ والجنس، والشيخوخة والشّباب، وتُقدّم ذلك كلّه في حبكة قصصية مجافية للمنطق والعقل والطبيعة تنهض بها شخصيات حقيقية وأخرى متخيلة في لا وعي بطل الرواية “ليونيد”، قصير القامة الذي حاول استحضار طاقة خارقة تبعده عن الواقع؛ الواقع الذي فقد فيه أمه “يوليا”، لحظة ولادته، وفقد فيه زوجته “ماشينكا” لحظة ولادتها ابنه، ولهذا اعتبر أن الموت هو بداية شكل جديد من أشكال الوعي، فظلَّ ينتظر انتقاله إلى الوعي الآخر الذي أكّد له “لاما” الخالد منذ مئات السنين وجوده. وبعد امتلاكه لهذا الوعي ستحمله قوى غير مرئية إلى “التيبت” وهناك سيلتقي بالدلاي لاما الذي سيفرح بقدومه والذي سيحدثه عن الخلود… وعن عالم غير متناهي… ولكنه لم يحدثه عن الموت… “ليونيد سيموت حتماً” بعد حياة طويلة ومربكة. ولكن موته ليس مثل كل إنسان على الأرض! سيموت وهو يطير في السماء بسهم ورصاصة حقيقيان انتقاماً منه وسيصرخ بصوت خنقه الدم الذي ملأ حنجرته – “ماما” – أمه التي لم يستطع مخاطبتها إلا حين كان في رحمها، وقبل أن ينتقل إلى عالمها. ففي هذه اللحظة، لحظة الاقتراب من الموت بدأ الكون كله بالنسبة إليه ينبض كجنين بشري، قبل ولادته. من أجواء الرواية نقرأ: ”… في عام ألفين وسبعة حدثت في فضاء موسكو اهتزازات خفيفة، فحدث تشقق في أساسات الفندق. وفي عام ألفين وثمانية عشر حصل العالم الروسي ميخائيل فاليريانوفيتش أوتياكين على جائزة نوبل في الطب، تقديراً لاكتشافاته الأساسية في مجال درء الشيخوخة عن البشر. وقد جاؤوا به للقاء ملك السويد، راعشاً، نصف أعمى، في عربة لنقل العجزة، فاستقبل الحاضرون العالِم الكبير بالتصفيق وقوفاً… وفي عام ألفين وثمانية وأربعين، حكم على المدعو قسطنطين سيفيرتسيف الذي يقال إنه حفيد مجرم معروف عاش في أواسط القرن الماضي، بالسجن مدى الحياة لسطوه على سيارات نقل النقود. وكان عمره ثلاثة وأربعين عاماً عند صدور الحكم. وقد كرّم في العام نفسه اثنان من عناصر شرطة المهمات الخاصة، هما المقدم بيريغيفودا والمقدم ريكوف، اللذان كشفا جريمة تكاد تكون من فعل قوى غيبية، فَمُنحا جوائز حكومية.
تذكر أنك حملت هذا الكتاب من موقع قهوة 8 غرب