رواية ما لذة السلطة؟ – لاديسلاف مناتشكو
ما لذة السلطة؟ سؤال يحتمل وجهين، فإما أن يكون صيغة استفهامية تبحث عن أدلة توضح ذلك المفهوم، أو صيغة استنكارية تعرض البراهين على أن ما تقدمه السلطة لا يرقى إلى مصاف اللذة وهي ليست جديرة بالتمسك بها. وبما أن اللذة هي خبرة فردية، والسلطة مفهوم يشير إلى حالة يمكن أن تمارس في شكل إفرادي ويمكن أن تمارس جماعياً، لكنها تخرج بصيغة فردية، فإن السلطة تلك التى يتناولها الكاتب التشيكي لاديسلاف مناتشكو في روايته”ما لذة السلطة”الصادرة عن دار الحوار بترجمة غياث موصلي، هي سلطة فرد كان مناضلاً ثورياً تدرّج في المناصب حتى وصل إلى منصب”الرئيس”، وهذا المنصب يسميه المؤلف”رئيس المكتب”بصيغة عامة، لكنه يملك صلاحيات مطلقة تشي بأنه”رئيس البلاد“.بلعبة ماكرة وشيقة يتناول الكاتب تلك الإشكالية في بلد استولت فيه الديكتاتوريات على مقاليد الحكم بعد الثورة، فيدرس ظاهرة السلطة وقواعدها النفسية عند الحاكم والمحكومين عبر عالم ما وراء الظواهر والمظاهر، عن طريق المصور الرسمي ذلك الذي كان صديقاً للرئيس منذ أيام المدرسة الابتدائية، حيثما تتماهى شخصية السارد مع الراوي المصور، وينفصل عنه في القليل من الحالات. يبدأ السرد بداية صادمة:”مددوا الفقيد في صالة الأسى الكبيرة”.
تذكر أنك حملت هذا الكتاب من موقع قهوة 8 غرب