رواية متوحشون (رواية الأخلاق المعاصرة) – فيليب كلوديل
لا يمكن لهذا الحال أن يستمر بعد الآن. إننا نسير في طريق مسدودة. لم نعد نفكر إلا بأنفسنا، وبيوتنا الصغيرة (فيللاتنا)، وشواء اللحم يوم السبت، واستثماراتنا المعفاة من الضرائب، وسياراتنا الرياضية SUV، ومنتجات العناية بوجوهنا. لم يعد مجتمعنا مجتمعاً. نحن جزرٌ صغيرةٌ متوضِّعة إلى جانب بعضها البعض. نعيش محاصرين. لا ننظر إلى الآخرين. لا ننظر إلى الآخر. هلاّ توقفتَ. أتحدث عن أشياء جدية. أنا نعسانة. أُحَدِّثُكِ عن عالمنا. الوقت متأخر. أحدثُكِ عنّا. كانت زوجتي تتثاءب. جهاراً. يصبح الكائن البشري غريباً حينما يتثاءب. حتى لو كانت زوجاتنا. دائماً نتذكر فرس النهر، بشدقه الواسع الرطب. ووجوده الكسول. وجسمه الحار الملطخ بالطين.
إذاً هيا. هيا ماذا. كنتَ تريد أن تحدثني عن الآخر. شَبَكَت مرفقيها فوق نهديها اللذين تمّ تجديدهما حديثاً. علينا استقبال الآخر. هذا المُختلف. هذا الذي ليس نحن. علينا أن نعامله كأخ، وأن ندعوه إلى بيتنا. ليس لدينا سوى مائتي متر مربع لنا نحن الاثنين. أحدثكِ عن بيتنا الرمزي. أخفتَني. الشركة فتحت الطريق. بمعنى، لم يكن الآخر مُمثلاً فيها بشكل كاف. فنحن نتشابه كثيراً: لوغرو، برونيار، موريل، ديبوا، لوبوتر، فورنييه، ديوران، غيشار. كلهم متشابهون. أنا سعيدة لسماعك تقول هذا. كنتَ مُحقاً. مع أن لوبوتر. ماذا به لوبوتر. لوبوتر مختلف. لوبوتر. إنه أكثر عمقاً. أكثر عمقاً لوبوتر. نعم. ونحن الآخرون حمقى.
تذكر أنك حملت هذا الكتاب من موقع قهوة 8 غرب