رواية مثل الوزنات – أوكتافيا بتلر
يردُ (مثَل الوزنات) في الكتاب المقدّس، في حكاية مفادها أن تاجراً قام قبل سفره بتوزيع ثروته المكوّنة من ثمان وزنات من الفضة على عبيده الثلاثة، وكالتالي؛ للأول خمسٌ وللثاني اثنتان، وللثالث وزنة واحدة. فأما العبدان الأوّلان فقد اجتهدا وتاجرا وضاعفا وزناتهما، وأما الثالث فقد دفنها في الأرض. فلمّا عاد السيّد من سفره ليسوّي حسابه مع عبيده، رأى أن العبدين الأولين قد ضاعفا وزناتهما وبرهنا على أمانتهما، فقال لكلّ منهما: «نِعِمَّا أَيُّهَا الْعَبْدُ الصَّالِحُ الأَمِينُ!»، أما الثالث فقد وصفه بالشرير والكسلان، وعاقبه بأن أخذ وزنته ووهبها للذي له عشر وزنات، «لأَنَّ كُلَّ مَنْ لَهُ يُعْطَى فَيَزْدَادُ، وَمَنْ لَيْسَ لَهُ فَالَّذِي عِنْدَهُ يُؤْخَذُ مِنْهُ». الوزنات هي المواهب التي أنعم الله بها على الإنسان، كالصحة، والذكاء، والثراء، والعِلم. والإنسان مُحاسبٌ على وزناتهِ يوم الحساب لأنه وكيلٌ عليها، وكلّ ما عنده من خير إنما هو من عند الله. وواجب الإنسان أن يُثمر ويُكثر ويملأ الأرض. لأن الكسل باب الهلاك.
تتابع هذه الرواية المنشورة سنة 1998 قصة لورِن أولامينا، وهي تحاول العيش في أمريكا في ظل نظام شمولي، في ثلاثينيات القرن الحالي. تدرك أولامينا أن بذرة الأرض هي الحلّ الوحيد لإصلاح العالَم.
بالعودة إلى مثل الوزنات، فأن موهبة لورن أولامينا هي بذرة الأرض، أما جوهر الرواية فهو التغيير الذي لا بدّ منه، والذي بدلاً من الخوف منه ومحاربته، علينا الانفتاح عليه واغتنامه، لكي ننمو نموّ البذور.
تذكر أنك حملت هذا الكتاب من موقع قهوة 8 غرب