رواية مجد وحنين – دانا شرف الدين
هل تختار المرأة الرجل أم هو من يختارها؟ وهل الحب ما قبل الزواج كما بعده؟
الحيرة في الحب، هي الثيمة التي تدور حولها رواية “مجد وحنين” للكاتبة دانا شرف الدين (الدار العربية للعلوم ناشرون، 2022)، هي قصة إمرأة ودّعت حبيباً انتظرته طويلاً، واستقبلت آخراً فرض حبّه على قلبها. الأول “ربيع” الذي أحبّها بصمت، وباح لها متأخراً بحبّه فخسرها حبيبةً وفاز بها صديقة، والثاني “مجد” الذي أحبّها بجرأة، واقتحم عالمها بكل ما فيه من عقد ونقص وجنون، واستطاع أن يمتلك قلبها وعقلها وكيانها؛ وبعد التجربة تبيّن لهما وكأن كلّاً منهما وجد في الآخر ضالّته، وربما نصفه الآخر، إلا أنّ كليهما كان يُخفي تفصيلاً عن الآخر… فهل يغفر الحب ذنوب من وقعوا في مراميه؟
في “مجد وحنين” ترسي دانا شرف الدين مفهوماً جديداً للحب، فتتناوله بوصفه تجربة دنيوية لا تستقيم إلا بين طرفين، متشابهين أو مختلفين، في النظرة إلى الحب وماهيته، فالحب في هذه الرواية سواء للمرأة أو الرجل حالة فريدة لها كينونتها الخاصة، يعبّر فيها كل طرف عن مشاعره أمام مرآة ذاته، أكثر مما يعبّر عنها أمام الطرف الآخر، فنكتشف معهم جوانب في العلاقة بين الرجل والمرأة واقعية وصادقة ومؤثرة، هكذا هو الحب يبدأ ولهاً واشتياقاً، وغالباً ما ينتهي لوماً وعتاباً.
وخير الكلام ما كتبته الروائية دانا شرف الدين عن روايتها “مجد وحنين”: لا تكمن المشكلة في الحب وكينونته، بل المشكلة أنّ لا مخلص في الحب للحب. نحن من نسيئ لسمعته بتصرّفاتنا، وأنانيتنا وحبَّنا لذاتنا. لا نخلص إلا إذا أحببنا بصدق، ببراءة وإيثار. وليس منّا من يقدر على ذلك.
فالعقبات كثيرة؛ غرورنا، كبرياؤنا، مصلحتنا وحتى كرامتنا التي نرفض أن يُداس عليها باسم الحب، فكلها عقبات تخضع لحبنا لذاتنا أكثر من أي حب”.
تذكر أنك حملت هذا الكتاب من موقع قهوة 8 غرب