رواية مجنون دبي – ياسر أحمد
يحدث أحيانًا أن تصادف أشياء في ذاكرتك لا تمر، أشياء تتراص كأنها أشجار صامتة في مستنقع غائم يسكنه الضباب. لا ريح تمر ولا طائر يزور ولا غرباء يأتون، أنت وحدك ولا أحد سواك، تطل عليك الآن كل الأشياء التي أخفيتها حتى عن نفسك، ها هي تراودك الآن، تواجهك، تكاشفك وتعزلك عن نفسك، حتى وأنت حاضر بكل ما فيك.
كيف مضيت هكذا في عالم ساتومي؟ لقد دخلت الغابة اليابانية ذات يوم وخرجت من الناحية الأخرى مسكونًا بالأساطير. لقد وضعتني ساتومي في قلب الطوفان الذي أرادته. أشارت إلى هناك وقالت هذا هو مكانك. ساتومي من البداية شخصت حالتي وأيقنت أني مجنون، أما كاميليا فتحاول الآن أن تشفيني. لقد سلمتني إلى حقيقتي ووضعتني أمام النهاية، وجهًا لوجه.
لم أندم على شيء، الموت على يد كاميليا شيء جميل. لم يتبق من المهلة سوى ساعات قليلة، هنا وقبل سنوات وفي هذا المبنى، وقعت الأوراق أنا والدكتور بلا اكتراث، هنا نصب لنا الشريكان الفخ، هنا بدأت علاقتي بمجنون دبي الذي يحكون عنه، من هنا بدأت رحلتي في العالم الخفي، العالم الكبير للأموال العابرة للمحيطات، للمليارات التي تتحول إلى سراب، والسراب الذي يتحول إلى حقائق يستحيل تغييرها.
تذكر أنك حملت هذا الكتاب من موقع قهوة 8 غرب