رواية مخلفات الزوابع الأخيرة – جمال ناجي
تتميز هذه الرواية في جدة موضوعها، حيث تناولت جوهر حياة الغجر، بعيداً عن الصورة النمطية لهم، وهي صورة الغجريات اللواتي يرقصن ويرفهن عن الآخرين.
جمال ناجي في روايته هذه يهمش تلك الصورة المسطحة ليغوص في ميثولوجيا الغجر ونشأتهم وعاداتهم وتقاليدهم وأسباب تشتتهم منذ ولادة جدهم الأول. يأتي هذا في سياق انسياب الذاكرة الغجرية في الرواية، وهو ما يتم استحضاره خلال فترة انضمامهم إلى مدينة الوادي التي شيدها الروائي، واختلط فيها الغجر والفلاحون والبدو ليشكلوا بمرور الزمن مجتمعاً مدينياً قادراً على التعايش رغم اختلاف الثقافات والمرجعيات خصوصاً بين الغجر والآخرين.
لقد أقام الكاتب معماره الفني في هذه الرواية على نحو فريد، حيث قام بتصفير المكان والزمان، وبدأ بتشييد مدينة جديدة ببيوتها وشوارعها ومحالها التجارية وسكانها وعلاقاتهم الإجتماعية والإقتصادية والسياسية والعاطفية.
إنها رواية الحياة في أبهى تجلياتها، وأغنية الأرض في احتضانها لبني الإنسان، ونشيد الإنسان وشدوه حين يكتشف بأن في الحياة ما هو أهم من اليوميات الصغيرة التي تسبب الأرق وتُهجّر الحكمة، في الحياة أشياء تدعى: الحب والحرية والتمرد على ما تواطأت عليه المجتمعات المحافظة التي كبلت الإنسان بسلاسل التقاليد التي لم تولد معه.
تذكر أنك حملت هذا الكتاب من موقع قهوة 8 غرب