رواية مدرسة الزوجات – أندريه جيد
7 أكتوبر 1894.
صديقى يخيل إلى أننى إليك أنت أكتب، فأننى لم أسطر يوميات من قبل، ولم أفلح إلا فى كتابة بعض الخطابات؛ ولولا أننى أراك كل يوم لكنت ولا ريب قد كتبت إليك.
على أنه إذا قدر لى الموت قبلك، وهذا ما أرجوه لأن الحياة دونك لا تبدو لى إلا جرداء، فسوف تقرأ هذه السطور. وسوف يخيل إلى أننى اذ أتركها لك لا أفارقك الفراق كله. ولكن كيف نفكر فى الموت، والحياة كلها أمامنا ؟ مذ عرفتك، أعنى مذ أحببتك، تتراءى لى الحياة جميلة نافعة وقيمة حتى أننى لا أريد أن أضيع منها شيئاً.
سأحفظ فى هذه الكراسة كل فتات سعادتى، وهل لى من عمل يومى، بعد انصرافك عنى، سوى أن أعود فأحيا خاطف اللحظات الماضيات وسوى أن أتمثلك حاضراً؟ قبل أن ألتقى بك كنت أتألم، وقد ذكرت لك ذلك، كنت أتألم لشعورى بأن حياتى تتقضى بلا عمل؛ لم يكن عندى ما هو أشد عبثاً من مشاغل هذه الحياة الإجتماعية التى كان يدفعنى إليها والداى دفعا والتى ما أزال أرى صديقاتى يسعدن بها السعادة كلها. حياة كهذه لا إثار فيها ولا غاية لها لم تكن من المحتمل أن ترضينى.
تذكر أنك حملت هذا الكتاب من موقع قهوة 8 غرب