رواية مذكرات دجاجة – إسحاق موسى الحسيني
لا تكمن أهمية هذه الرواية فحسب في كونها النص الروائي الفلسطيني الوحيد، من أعمال تلك المرحلة، الذي حقق رواجاً استثنائياً أثناء صدوره، إذ..(.. أثارت ضجة حينذاك، واختارها القراء وقدموها على سائر ما صدر في سلسلة اقرأ من كتب في استفتاء أجرته دار المعارف لقراء العربية..). وحضورها الأدبي والتاريخي كرواية فلسطينية وعربية معاً. لكن أهميتها تنبع من الموقف السياسي والإيديولوجي الذي طرحته، والذي يفصح عن مواقف طبقة وثقافتها ورؤيتها.
على المستوى الفني، لا تشكل الرواية إضافة جديدة إلى الأدب العربي، بل إنها ترتد إلى شكل مطروق في التراث الأدبي العربي، وتستفيد منه دون أي طموح فني للتطوير. فهي تستفيد من (كليلة ودمنة) وأسلوبها وتستعيده، حيث تصاغ الحكاية من حياة الحيوان، وينطق حوارها بلسان الحيوان، فيتطابق ما هو حيواني-روائي مع ما هو إنساني-واقعي. ومن خلال ذلك يسقط الكاتب رؤيته وفلسفته على لسان الطير الذي صنعه، فيختلط الفني بالذهني، والروائي بعقلانية الفلسفة.
والدجاجة التي صنعها الكاتب هي دجاجة حكيمة، تفصح عن حكمة الكاتب نفسه، حيث يلخص الدكتور طه حسين في مقدمته، أهم صفاتها ومزاياها.. (دجاجة عاقلة جد عاقلة مفلسفة تدرس شؤون الاجتماع في كثير من التعمق وتدبر الرأي شاعرة تجد ألم الحب ولذته وعواطفه المختلفة رحيمة تعطف على الضعفاء والبائسين وترق للمحرومين وتؤثرهم على نفسها بليغة فصيحة تفكر فتحسن التفكير وتؤدي فتجيد الأداء تشعر شعور الناس وتفكر تفكيرهم وتعبر كما يعبرون وهذه الدجاجة فلسطينية إن دجاجة فلسطين تجد من حب الخير وبغض الشر والطموح إلى المثل العليا في العدل الاجتماعي والعدل الدولي وفي كرامة العروبة وحقها في عزة حديثة تلائم عزتها القديمة ما يجده كل عربي من أهل فلسطين بل من أهل الشرق العربي).
تذكر أنك حملت هذا الكتاب من موقع قهوة 8 غرب