الروايات العالمية المترجمة
رواية مريديان – آليس ووكر
على غرار معظم القضايا التي تطرحها في أعمالها، تتقاطع القضايا التي تتناولها آليس ووكر في رواية “مريديان” (1976) مع قضايا جميع الشعوب التي تعاني الظلم والعنصرية والجهل والاضطهاد، ولربما يشعر القارئ في العالم العربي أنها تتحدث عنه بالذات، أو عن أشخاص عاصرهم أو سمع عنهم .
ذلك يتضح أكثر مع معرفة أن السؤال الأساسي الذي تتمحور حوله الرواية هو “هل يجوز للمرء أن يقتل إنساناً آخر في سبيل الثورة؟”. تطرح ووكر أسئلتها التي لا تنام من خلال بطلة الرواية مريديان، وتتساءل حول مدى صحة لجوء حركة الحقوق المدنية التي نشطت في ستينيات وسبعينيات القرن العشرين إلى العنف دفاعاً عن حقوق السود في أميركا، وتتساءل إن كان يمكن لشرارة الثورة أن تشتعل بجريمة قتل؟ تضع ووكر بطلتها مريديان وجهاً لوجه أمام كل هذه الأسئلة عندما يسألها زملاؤها في الحركة “هل أنت على استعداد للقتل من أجل الثورة؟”، لتجد مريديان نفسها أمام مفترق طرق: إما أن ترد بالإيجاب، أو تختار طريقتها الخاصة في التمرد وتسعى لإيجاد تعريف جديد للثورة، لتغدو- وكما يعني اسمها وفق القاموس- البوصلة التي تقود إلى الخلاص. لا شك أن الأثمان التي دفعتها مريديان خلال رحلتها كانت باهظة جداً، ولا ريب أنها من القلائل الذين يمتلكون الشجاعة الكافية لتقديم التضحيات ورفض الطرق التقليدية، بيد أن رحلتها كانت السبيل الذي اختارته لتجد ذاتها، ولتتعرف على مكامن الحب والجمال في عالم صنعته بنفسها، بعيداً عن الاصطفافات والمسلمات. “كانت قوية بما يكفي لترحل من دون أن يكون لديها ما تحمله معها. تخلصت من قبعتها، وأحاط الصوف الناعم لزغب شعرها الذي نما حديثاً وجهها النحيل ذا الملامح الصارمة.
تمحورت فكرته الأولى حول لازاروس، ولكنه حاول بعدها تذكر شخص أقل سلبية، شخص عصامي صنع نفسه بنفسه. مريديان ستعود إلى العالم وقد تخلصت من المرض. هذا ما عرفه. أما ما شعر به فهو أن هناك شيء ما فيها يطابق تماماً ما كانت عليه دائماً ونجح أخيراً في معرفته عنها. إنه الجزء الذي ربما استشعره الآن ولكن عجز سابقاً عن رؤيته. لن يرى «حبيبته» مريديان مجدداً. نما الجزء الجديد خارج إطار القديم وكان ذلك مطمئناً. هذا الجزء منها، جديد وواثق وجاهز، وحتى توّاق للعالم، عرف أنه يجب أن يلتقي هذا الجزء مجدداً ويتعرف على قيمته الحقيقية في يوم ما.”
تذكر أنك حملت هذا الكتاب من موقع قهوة 8 غرب