قريبا

رواية مستشفى الإيرانيين – مصطفى مستور

عدتُ لفراشي لأتمدَّد. ما إن أغمضتُ عينيَّ حتى انزلقتُ إلى هاوية الكابوس الذي كنتُ أراه من قبل.. أجل في وسط حفرة، أنا وضعتُها بيدي في وسط حفرة. كانت علبة صغيرة عليها صورة طنجرة ماركة “توشيبا”. كانت مسودَّةً وخفيفة الوزن. حارس ثلاجة المستشفى هو من أعطاني إياها. كانت باردةً، قال الدكتور إنَّ الأكسجين لم يصل إلى أنسجتها. ولما تلفَّظ بكلمة أكسجين كأني به تلفَّظ باسم قاتل ابنتي.

لم يكن يوجد أحدٌ بالمقبرة غيري أنا والحفَّار، وصوت أنين كنت أعلم مصدره. جثوتُ على ركبتي وانحنيتُ لأسوِّي قعر الحفرة، لما حشرتُ رأسي في الحفرة سرح بي الفكر: لماذا لم يُغسِّل أحدٌ ابنتي؟ لماذا لم تُكفَّن؟ لماذا لم يُصَلُّوا عليها؟ لماذا لم يُشيِّع جنازتها أحد؟ ولما ابتعد الحفَّار فكرتُ: هل أعطيتُ النقود لشخص كي يدفن طفلتي تحت التراب؟.

تذكر أنك حملت هذا الكتاب من موقع قهوة 8 غرب

لتحميل ومناقشة الكتاب فى جروب قهوة 8 غرب اضغط هنا

كتب من نفس القسم

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى