رواية معزوفة العطش – مهاب السعيد
كانوا يسبقونني بخطوات، لم يكن ذلك عن جبن مني، ولكني لم أجد كبير جدوى في اللحاق بهم، جميعنا نتجه إلى ذات المصير في النهاية، حين تحكم علينا الحياة بعقوبة موحدة فمن العبث أن تسابق بقية الهالكين.
– “نيرال، أسرعي! بدأ الناس يستيقظون”.
ناداني طويل القامة منهم وهو يشير إلى أحد المارة عند زاوية الشارع بالقرب من المكتبة. ما اسم طويل القامة هذا؟ لقد نسيت اسمه، أنا لم أحرص على تذكر اسمه من البداية، لقد كففتُ عن تخزين المعلومات منذ زمن.
كان محقًا مع ذلك، بدأ الناس يستيقظون بالفعل، بدأ لون الفجر المميز في تخلل نوافذ البيوت ليخبرهم أن عليهم استقبال واحد جديد من تلك الأشياء التي يسمونها الأيام، عليهم أن يقضوا يومًا آخر بشكل ما، أن يبحثوا عن لقمة وعن سترة وعن ضحكات تسليهم، حتى يحين موعد النوم، حتى يأتي الفجر التالي، أو يأتي الفجر الأخير، تلك هي قواعد اللعبة القاسية، بشكل ما قد رضي بها الجميع، لا أسمع أحدًا يعترض. أنا سوف أعترض!
تذكر أنك حملت هذا الكتاب من موقع قهوة 8 غرب