رواية مقامات إسماعيل الذبيح – عبد الخالق الركابي
يواصل الروائي عبد الخالق الركابي في روايته (مقامات اسماعيل الذبيح) الصادرة عام 2013 استثمار مسارات اللعبة السردية، وربما الميتاسردية التي سبق له ان اعتمدها منذ ثلاثية (الراووق) لتحقيق لون من التعالق والمضايفة بين التاريخ والسرد الروائي، من خلال نبش ذاكرة الماضي وربطها بعلاقات دالة ومؤثرة في حاضر قلق ومتأزم، ولكن ذلك لا يتم من خلال عملية إسقاط دلالات الحاضر على تضاريس الماضي والتاريخ، بل من خلال إيجاد مشتركات ومحفزات للذاكرة وللمخيلة السردية لحرث ما هو وثائقي ومندرس أو مغيّيب في تاريخنا.
ولا يمكن للناقد ان يدخل إلى فضاء هذه الرواية إلا من خلال عتباتها النصية الأساسية وفي مقدمتها عنوان الرواية الذي يقيم تناصاً واضحا مع شخصية “إسماعيل الذبيح” في القص القرآني ودعم ذلك بمقتبس أولي من القرآن وهو عتبة نصية ثانية يشير إلى تلك القصة. ومعنى هذا ان على القارى ان يذعن لشروط العقد القرائي الذي يقترحه الروائي، وان يشتغل أثناء القراءة على أفق توقع قرائي مرتبط بهذه الثيمة. كما ان الناقد لا يمكن ان يسقط عتبة نصية ثالثة، وربما رابعة، تتمثل في المقدمة الموسومة بـ “تنويه” والتي يشير فيها المؤلف إلى ان هذه الرواية قد اعتمدت على مجموعة من الوثائق والمدونات التاريخية والاجتماعية كما هو مدون في قائمة المصادر المدرجة في نهاية الرواية والتي تحتوي على ستة وسبعين مصدراً فضلا عن مسرد آخر يسرد بعض الأسماء والاعلام التي وردت في الرواية. وهذا يؤكد ان هذه الرواية ثمرة “مكتبة تاريخية” وثقافية كبيرة وليست مجرد نسج تخييلي افتراضي ابتكره الروائي.
تذكر أنك حملت هذا الكتاب من موقع قهوة 8 غرب
لمناقشة الكتاب فى جروب قهوة 8 غرب اضغط هنا