رواية ملك المور – عمر الأنصاري
“… إنّ ابن أخينا قد قفزَ على الأمر دوننا متهدِّداً الرعيّة التي تعصيه بالفتك، بعد أن أصاب في ذلك دماء بريئة. ولقد بلغنا من ثقاتنا أنّه يمضي بالبلاد والعباد إلى سيرة كالتي مضى عليها ولاة الأندلس وذهَبَت بريح الإسلام من بلادهم. وإناّ إذ نكتب إليكم اليوم، فإنّا راغبون في أن تُطلعوا السلطان المعظّم على رغبتنا التي تعرفونها، القاضية بأن يعود المغرب إلينا لقَطْع دابر أهل الصليب الذين احتلّوا شواطئه ويعدّون العدّة للقفز عليه، كما فعلوا بالأندلس.
على ألّا يَعتبر الخليفة المعظّم ذلك وعداً له في أن نكون ولاة له على البلاد، ولا على أن نحمل الأئمة في الدعاء له على المنابر. ليتَ شعري أيها الصديق يعرف السلطان أنّ الأمر ليس بِيَدِ مَن يحكم المغرب، فتلك والله رغبة الناس في هذه البلاد منذ إدريس الأول، في ألّا يحكمهم غير آل بيت رسول الله الذين هم مَجلَبَة البركة لهم. ولتعرفون حقّ اليقين أنّ شريفاً لم يأتِ إلى المغرب ويطلب المُلك، بل إنّ المَغاربة مَن يأتي بهم إذا ما أحسّوا بزوال النعمة وانحسار البركة عنهم…”.
تذكر أنك حملت هذا الكتاب من موقع قهوة 8 غرب