رواية ممالك الحب والنار – أحمد الحلواني
اكتست السماء بلون أسود كئيب كأنه وشاح حزن، واختفت زرقتها، وعلى حافة الأفق تسارعت غيمتان وكأنهما في سباق مع الشمس قبل لحظة الغروب، فكل شيء في عتمة الليل مخيف ومفزع، في تلك اللحظات التشبث بالوجود أهم ما يشغل بال الناس جميعًا.
قناديل الزيت التي كانت تنير الحواري والأزقة أُطفئت، فصار الضوء شحيحًا ترسله بعض النجوم أو ضوء القمر الواهن.. الصمت الآن سيد الموقف، يلقي بأنفاسه الثقيلة على الأزقة الضيقة، والبيوت القصيرة المتلاصقة، فيخنق أي صوت من الممكن أن تتخيله.الأطفال الرُّضَّع اختفى صوت بكائهم، فقد حرصت أمهاتهم على وضعهم في سلال مغلقة لتكتم أصواتهم، صراع نفسي بين الموت والتشبث بالحياة، فلا سبيل غير أكل الموتى والجيف، ووصل الأمر إلى أن لا أحد يجسر على دفن ميته نهارًا، وإنما يدفنه ليلًا خفية، لئلا ينبش القبر فيؤكل!
تذكر أنك حملت هذا الكتاب من موقع قهوة 8 غرب