رواية ممنوع دخول الرجال – نهيل مهنا
في روايتها “ممنوع دخول الرجال” تمارس الكاتبة الفلسطينية نهيل مهنا نوعاً من التجريب الروائي تكون فيه الرواية موضوعاً للرواية؛ فالكاتبة روائية تروي وتعي أنها تروي: “نعم هي مشاهد من حياة حقيقية ومختلفة، حدثت أو توهمتها. في النهاية – أو في البداية – أردتُ أن أحكي حكايةً والحكاية هي طريقتنا أو أفضل طرقنا المجنونة للبقاء، والاستمرار في هذا المكان الجهمني المسمّى غزة…”.
في تظهير الحكاية تستخدم الكاتبة فضاءً حديثاً تُشكّل فيه العلاقات الإلكترونية مقدمة للعلاقات المباشرة بين شخصيات الرواية، إذ تقوم فكرة الرواية في بحث الراوية/ نهيل عبر وسائل التواصل الاجتماعي عن ملهمة لروايتها تروي قصتها الحقيقية وتكون بطلة الرواية في الوقت نفسه، فتختار عدداً من المترشحات لهذا الدور من نساء غزة اللواتي سيُسمِعنها قصصاً ولا ألف ليلة وليلى؛ ولتكتشف بعد التجربة أنها كانت تبحث في المكان الخطأ؛ وذلك عندما ابتعدت عن العالم الحقيقي وذهبت إلى العالم الافتراضي الوهمي…
تعكس الرواية تأثير حصار غزة على مشكلات المجتمع الحقيقية؛ فالراوية/ نهيل كان همّها الكشف عن انعكاس الظروف الصعبة والقاسية أثناء الحصار على المرأة وبعدما تمت مقابلة عدد من السيدات يتبين لها أن الزواج والطلاق أيام الحصار تتغير فيهما القيم والمفاهيم الأخلاقية، وتُستبدل بقيم تقوم على المصالح المادية وغير ذلك؛ وأن الحصار خلقَ للنسوة عالماً افتراضياً وهمياً جعلهن يعشن أدواراً أخرى ليست موجودة إلا في المسلسلات التركية والمكسيكية والكورية؛ “معقول الحصار خلى الناس تكذب، وحصار المسلسلات خلاهم يعيشوا دور مش دورهم؟”؛ كما تكتشف الراوية/ نهيل أن الرجل أيضاً دفع ثمن الحصار حينما تفككت أسرته وأن المرأة ليست دوماً هي المخذولة والمغدور بها، وأنه ليس كل ما نراه يبدو حقيقيّاً فهناك دائماً حقائق مخفية؛ وبغض النظر عن النتائج المقلقة التي انتهت إليها الراوية تبقى الكتابة كما هي في “ممنوع دخول الرجال” نافذة على عالم حقيقي وآخر افتراضي وقد جمعت بينهما الكاتبة نهيل مهنا في رواية لا تخلو من طرافة.
تذكر أنك حملت هذا الكتاب من موقع قهوة 8 غرب