رواية موانئ المشرق – أمين معلوف
تُروى الرواية على لسان بطلها الأمير التركي “عصيان” الذي بدأ حياته منذ نصف قرن قبل ولادته في غرفة لم يزرها قط على ضفاف البسفور. وقعت مأساة ودوّت صرخة وانتشرت موجة جنون لن يُقدّر لها أن تهدأ. لذا فعندما أبصر النور ، كانت خطوط حياته قد رسمت الى حدٍ كبير. كما كان إسمه، مارس الأمير عصيانه مرتين، حين تمرد على أباه وهاجر إلى باريس رافضاً الطريق الذي رسمه له أباه في أن يكون ثائراً سياسياً على الوضع المتدني في أراضي أجداده ليدرس بدل ذلك الطب. ولكنه ما لبث أن إشترك في ثورة أخرى إختارها بملئ إرادته. كان التمرد الثاني حين خرج من منفاه اللا إختياري الذي إحتجزه به أخاه في المصح النفسي. يتناول الكاتب من خلال حياة بطل القصة، موضوعه الأثير .. “المواطن العالمي”! فعصيان هو ابن رجل مسلم تركي وأم مسيحية أرمنية، وزوج يهودية من أصل نمساوي وتنقل بين موانئ المشرق كالبسفور وبيروت وباريس وفلسطين. هذا التناقض يشكل لدى الكاتب الخلطة التي أراد تشكيلها من القوميات والأديان ليقدم لنا رؤيته حول صراع الديانات والمعتقدات التي تمردت وثارت عليها شخوص الرواية. فهو ينقل لنا حاجة المشرق من أجل صحوته وتحديد مساره الى رجال عظماء، الى ثوريين تكون أقدامهم في الشرق وشاخصة عيونهم نحو الغرب. في حياة بطل القصة المتحدر من سلالة السلاطين العثمانيين والممزوجة بدم أرمني، ما يجعله يمقت “الحقد العنصري” ويقدم الحل في رفض مثل هذه الأحقاد في هيئة مقاومة مشتركة بين المتناقضات في وجه أعداء الإنسانية التي تمثلت في توحد المسلمين واليهود في مقاومة ضد العدو المشترك .. ألمانيا النازية، ويدعو للتعايش بينهما في إطار من التسامح والإحترام الإنساني الذي حضت عليه جميع الأديان متى ما فهمت بشكل صحيح. لكن مصيرهذا الثائر كان الجنون الذي إدعاه عليه أخاه فأودعه مستشفى الأمراض العقلية في سخرية مُرّة ومؤلمة. إكتشف عصيان أن مقاومة المحتل النازي كانت أبسط بكثير من مقاومة العداء الديني التاريخي ما بين المسلمين و اليهود.
تذكر أنك حملت هذا الكتاب من موقع قهوة 8 غرب
لمناقشة الكتاب فى جروب قهوة 8 غرب اضغط هنا