رواية مولوي – صامويل بيكيت
مولوي هو بطل رواية ساخرة أريد له أن يكون سهما مُوجّها نحو المهزلة البشريّة، وأداء لا ترحم للهزئ من نتائج التّراكم الإنسانيّ وحتّى الّلغويّ. مُعرّضا بذلك الكلمات لنقيض القيمة التي تدّعيها. ما يهمّ فقط بالنّسبة إليه هو أن يراقب نفسه وأن يصفها ببراءة في كلّ ما يمرّ بها من أحوال وأهوال، براءة مرتبطة بحتميّة إقصائه، والتي تُسائل خلف هذا المفهوم النّظام الاجتماعيّ برمّته. مولوي هو المنبوذ الكامل الذي لا تترك طريقة تصويره العبقريّة المجال لفرضيّة أن لا ينتبه القارئ إلى ذلك. لكنّ الأشياء لا تقف عند هذا الحدّ، فبتأمّله من الدّاخل سيبدو معين إلهام من الصّعب أن ينضب أو تُمسك به كلمة واحدة. نراه محكوما بتحلّل تدريجيّ مُطّرد فلا نملك إلّا أن يلوح لنا بأنّنا إزاء كاريكاتير صارخ للمصير المحتوم لكلّ إنسان.
* (جون جاك مايو: ناقد أدبي وأستاذ درّس بجامعة السوربون)
مولوي هو المفترق حيث يلتقي؛ شكسبير «نكون أو لا نكون هذا هو الإشكال»، شارل جوليات «لا يسعنا الجزم في شيء، ليس أمامنا سوى الانتقال من سؤال إلى آخر»، سيوران « ما لا يكتمل هو مهمّة المتردّدين»، وإلياد «على المنفيِّ أن يكون قادرا على ولوج المعاني الخفيّة للتجوال وفهمها بوصفها التّجارب الأولى التي تقود إلى المركز».
* (جون سيريل چودفري: ناشر وناقد الفرنسي ورئيس تحرير الأسبوعيّة La Grosse Bertha)
تذكر أنك حملت هذا الكتاب من موقع قهوة 8 غرب